Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
في بريطانيا، يستيقظُ النَّاس في الصباح، ليسألوا عن حالة الطقس. وفي دول أخرى ينصبُّ اهتمام النَّاس عندما يستيقظون، عن حالة السوق الماليَّة والبورصات العالميَّة. وفي عالمنا العربيِّ نستيقظُ منذ سنوات على سؤال.. عن سيل الدِّماء التي أُريقت أمس في مدننا العربيَّة.. عن عدد القتلى والجرحى.. عن المدن التي تدمَّرت.. عن عدد المهاجرين والمشرَّدين.. عن عدد الأيامى والثكالى والأطفال التائهين.

تحوَّلت دموعي إلى ما يشبه الدَّم، وأنا أشاهد على شاشة التليفزيون «خان شيخون» تفرفر أرواحهم في أيدي المنقذين، بفعل الغازات السامَّة التي تعرَّضوا لها.. لم تكن الأرواح التي أُزهقت قليلةً.. قلوب من حديد، أو أشد قسوةً، تلك التي أمرت بتلك الفعلة، وتلك التي قامت بتنفيذها، وتلك التي وقفت في مجلس الأمن لتنفي الجريمة عن الفاعلين، وتحول دون إدانة القاتلين.

***

* قرَّرتُ أن آخذَ بنصيحة صديق.. ليس بالضرورة أن تجلس أمام التليفزيون طول الوقت لتشاهد حوادث القتل والدمار.. لا شيء يجبرك على التشبُّث بعادة تجلب الألم، وتصيب المتفرِّجين بالوسوسة والإحباط.. أصبحت الشاشة الأثيرة لدى صديقنا.. القناة الأمريكيَّة الشهيرة «ناشيونال جيوجرافيك» أن تعيش مع الحيوانات في الأدغال وتتابع حياتهم، أفضل ألف مرة من حياة البشر.. اللجوء إلى الغابة أمتع من الهروب منها، في هذا الحاضر المأساوي الذي نعيشه.

***

* أكاذيب في شكل فتاوى، يبثها مفترون، عبر وسائل الاتِّصال الاجتماعيِّ ينسبونها زورًا وبهتانًا إلى علماء، هم منها براء.. القصد منها تشويه السمعة والتشكيك والازدراء، كالقول بكراهة مشاهدة المرأة للتليفزيون في غياب الزوج لشبهة الخلوة، والقول بحرمانيَّة الاستظلال بحائط بنك لأنَّه مبني بأموال ربويَّة. وقائمة طويلة من الافتراءات يتداولها عابثون يطلقُون عليها «صحيح الفتاوى» ويستقبلها السذج كما لو كانت فتاوى صحيحة. ويا أمان الخائفين!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store