Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التفكير الواعي لمواجهة التحديات والتغيرات

No Image

A A
يُعدُّ الاهتمام بإعداد أفراد متميِّزين على عدَّة أصعدة مطلبًا هامًّا لمواجهة المتغيِّرات المتسارعة، التي يشهدها العالم في جوانب الحياة المختلفة بوعي، وثقةٍ، ومسؤوليَّةٍ، ولذلك كان لابدَّ من الاهتمام بالفرد بالدرجة الأولى، والعناية بكلِّ متطلباته واحتياجاته، حيث إنَّه هو جوهر التغيير، وهو الأساس في كلِّ ما يحدث، ومن هنا توجَّهت أنظار المربين إلى التطلُّع إلى العمليَّة التربويَّة على أنَّها عمليَّة شاملة لجميع جوانب النمو، ولا يقتصر على الاهتمام بالجوانب المعرفيَّة للمتعلِّم فقط، وإنَّما بات توجيه الاهتمام إلى تكامل جميع جوانب نمو المتعلِّم وتنمية هذه الجوانب معًا أمرًا ملحًّا.

إن قدرة الأسرة والأبناء على التفكير وصناعة القرار المناسبة في الوقت المناسب، من خلال استخدام مهارات التفكير الواعي لصنع تلك القرارات المطلوبة للدِّراسة، أو للعمل والحياة.. والاستفادة من تلك الفرص المتاحة بأقصى درجة ممكنة؛ فالتفكير الموضوعي المتأمِّل في مواقف الحياة اليوميَّة، ثم تقرير ما يتطلَّبه التعامل بنجاح مع هذه المواقف، هي مؤشِّرات تعطي دلالةً لصحةِ الأسرة والأبناء العقليَّة.

والصحة العقليَّة تبدو في سلامة تفكير ومشاعر وتصرُّف الأبناء، ومواجهتهم المواقف المختلفة في الحياة اليوميَّة.. وفي تقييمهم الإيجابي لأنفسهم، وتقديرهم لذواتهم وأدوارهم في الأسرة والمدرسة، ومجموعات الأقران، والمواقف الاجتماعيَّة الأخرى، وفي آليات وأنواع صناعتهم للقرار، وتحديد اختياراتهم أو أفضلياتهم السلوكيَّة.

والأسرة والأبناء القادرون على التكيُّف والتَّعامل بواقعيَّة وموضوعيَّة، والاستفادة من المعطيات والإمكانيَّات المتاحة، هم الذين يمتلكون المهارات التفكريَّة، التي تساعدهم على ذلك، مع ما يتمتعون به من دفاعات نفسيَّة قويَّة تصمد أمام التغيُّرات والتحدِّيات البيئيَّة التي قد يواجهونها.

وهذا يدعو إلى الاهتمام بالموارد البشريَّة، المتمثِّلةِ بالمتعلِّمين للاستفادة القصوى من إمكانيَّاتهم لتحقيق التقدُّم المرجوّ على الصعيد الفرديِّ أولاً، ومن أجل خدمة المجتمعات، التي يعيشون فيها ثانيًا، وبالتالي فإن قضيَّة جذب انتباه المتعلِّمين للتَّدريب على مهارات تحقيق الذات، واستثمار مواهبهم الشخصيَّة لتحقيق -وفق إمكانيَّاتهم- تطلُّعاتهم وآمالهم، وزيادة وعيهم ومعرفتهم وخبرتهم، والثقة بأن يصبحوا أشخاصًا فاعلين، هو الهدف من تعليم هذه المهارات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store