Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

مسجد الملك سعود: هل لمشكلة التكييف من حل؟

ملح وسكر

A A
مسجد الملك سعود، الواقع في طريق المدينة المنوَّرة (الطالع)، ذو تاريخ عريق قديم، وقد تمَّ تجديده بالكامل قبل 30 سنة. وتجديده استدعى هدمه وتشييده من جديد. صحيح أنَّه تحفة معماريَّة رائعة، لكنَّه بصراحة صُمم للقرن الثاني أو الثالث الهجري، وليس للقرن الخامس عشر الهجري. وتلك أحد المآخذ على المهندسين المعماريين الذين يُصمِّمون مباني ومعالم ترتبط بالتراث القديم، لكنَّها تنعزل عن الواقع الجديد، في حين كان المطلوب دائمًا ربط الماضي بالحاضر، والمواءمة بين قرون مضت وواقع استجد.

هذا المسجد في نظري مناسب لقصر أحد خلفاء بني أميَّة، أو بني العباس، حيث المساحات المفتوحة، والأروقة الجميلة، والأعمدة الضخمة، والأسقف العالية جدًّا. صحيح للمسجد وظيفة أساسيَّة هي صلاة الجماعة، لكن من تمام الصلاة أن يرتاح المؤدُّون لها، فيشعرون بنسمة باردة لطيفة من نظام تكييف على كفاءة عالية وذي أثر واضح. أمَّا أن (يشرشر) العرق من المصلِّين -خاصَّةً وقتي الظهر والعصر- فهو أمر غير محمود، ولا متوقع من بنيان كلَّف -آنذاك- 40 مليون ريال، وربما ارتفع الرقم إلى أربعة أضعافه بلغة اليوم.

المسجد كبير مفتوح من عدد من الجوانب، خاصَّةً الغربيَّة والشماليَّة، ومهما بلغت كفاءة التكييف، فلن يؤدِّي الغرض منه، فكيف لو كان نظام التكييف أصلاً في حالة مزرية، ربما لانتهاء عمر النظام وأجهزته، أو لشحٍّ في بند الصيانة. وأيًّا كان السبب، فإنَّ مرتاد المسجد هو الذي سيدفع في النهاية الثمن.

ومن عيوب المسجد الواضحة تلك الأعمدة العريضة الواسعة، وبعضها يقطع صفوفًا ثلاثة لدرجة حجب الرؤية تمامًا بين جهة من العمود والجهة الأخرى.

الغلطة الأخرى يتحمّلها المسؤول الذي يعتمد التصاميم دون مراجعة، ولا روية، فمن وجهة نظري الشخصيَّة إن أبسط مراجعة للتصاميم كانت ستحول دون عدد من هذه الأخطاء الفادحة. أمَّا ترك الجمل بما حمل للمصمم، فمآله إلى الندم.

مسجد الملك سعود تحفة معماريَّة من الخارج، لكنَّه يعاني من قصور عملي واضح في وظائفه من الداخل!

تُرى هل لهذه المشكلة من حل؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store