Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عقوبات للمسيئين في تويتر وأشقائه

A A
* لغة الأرقام التي لا تكذب تُؤكِّد بأن (المجتمع السعودي) أصبح رقميًا بامتياز؛ فحسب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بلغ عدد مستخدمي (الإنترنت) في المملكة حتى نهاية العام الميلادي 2016م (22,4 مليون مستخدم).

* معظم أولئك استوطنوا مواقع التواصل الحديثة؛ فقد بلغ عدد المشاهدات اليومية لـ(اليوتيوب) في السعودية (90 مليون مشاهدة)؛ فيما وصل عدد المُشْتَرِكِيْن في (فيسبوك) (4.5 مليون)؛ بينما في (إنستقرام) هناك (8 ملايين مستخدم)، أما (سناب شات) فقد احتل السعوديون في متابعته المركز الأول عالميًا مُحقّقين الرقم (8 ملايين)، يأتي بعدهم الايرلنديون، ثم السّويديون.

* (السّيد تويتر) هو عميد الساحة المُتوّج عندنا فأبناء (المملكة) يأتون في صدارة مَن يستخدمه نسبةً إلى عدد السكان؛ فالحسابات السعودية النشطة فيه تجاوزت الـ(9 ملايين)، يُطلقون يوميًا عشرات الملايين من التغريدات.

* تلك الأرقام والنّسَب العالية تحمل إيجابية تطور المجتمع وملاحقته للغة العصر، وهذا يساهم في نجاح التحوّل للتعاملات الإلكترونية في شتى المجالات، أيضًا هناك مؤسسات وأفراد أفادت من تلك البرامج الرقمية في التواصل مع المستفيدين، وهناك مَن جعلها ميدانًا للتوعية ونقل المعرفة، وكذا التنبيه على مواطن القصور في المؤسسات الخَدَمِيّة.

* وفي مقابل تلك الإيجابيات ظهرت الكثير من السلبيات؛ فهناك ممارسات تخالف ثوابت الدّين والقِيَم تلبست بها بعض المشاهدات والحِسابات.

* وهناك طائفة من المجتمع تعتقد أن تلك المواقع والبرامج مجالس خاصَة تقول وتنشر فيها ما تريد، مع أنها تسيئ لدينها ووطنها، ولعل أقرب مثال ما حدث الأسبوع الماضي خلال زيارة الرئيس الأمريكي (ترمب) للمملكة؛ ففي حين أصبحت عاصمتنا الرياض (قِبْلَة العَالم) ومحور حديثه وإعلامه، كان يتصدر (تويتر) هاشتاق سخيف، جَذب عشرات الآلاف من التغريدات والمقاطع والصور؛ كانت محلّ تندر العديد من القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية العالمية.

* وهنا لستُ أبدًا ضِد الحرية المنضبطة، ولكني أرفض الانفلات والإساءة للدين والوطن والمجتمع؛ ولذا أرى أهمية إنشاء (مَركز مستقل) مهمته: رصد وتوصيف وتحليل ما يُنشر على وسائل التَّواصل، لتعزيز الإيجابيات، والتوعوية بالمخاطر، فهناك حسابات معادية همّها النيل من استقرار وطننا بترويج الشائعات، والتكريس للعصَبيات الطائفية والقَبَلِيّة والمناطقية وحتى الرياضية، ونقل كل ما يُشَوّه مجتمعنا، ويبقى أن عقوبة المسيئين في (تويتر) وأشقائه خير رادع للتجاوزات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store