Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

قطر .. داعمة الشقاق !

A A
لا يخفى على كل ذي لُب الممارسات المُريبة لقطر خلال العقد الماضي؛ إذ جنَّدت آلتها الإعلامية المُتمثلة في قناة الجزيرة للانحياز لكل ما يسعى إلى خلخلة منظومة مجلس التعاون الخليجي تحديداً والصف العربي عموماً ناهيكم عن التوجهات غير العقلانية للسياسة الخارجية التي تعمدَّت الإثارة وإبراز الذات بعيداً عن تغليب المصلحة العامة لأمتها، الأمر الذي دفع ببعض الدول ومنها المملكة الى عدم السماح لقناة الجزيرة بتغطية موسم الحج لعدة سنوات وعززتها الآن بحجب مواقع إلكترونية وصحف قطرية عملت على الترويج لجماعات وفصائل مُصنفة تحت مظلة الإرهاب، إضافة إلى المد والجزر في العلاقات الثنائية التي لولا حكمة وبُعد نظر قيادة المملكة لتغيِّر التعاطي معها.

وجاءت تصريحات رأس الهرم في السلطة كالقشة التي قصمت ظهر البعير؛ إذ مرر أميرها سلسلة من الرسائل المُبطنة والصريحة حول الأحداث في المنطقة، ففي الوقت الذي يحتفل العرب والمسلمون بنجاح قمة « العزم يجمعنا « خرج علينا الشيخ تميم غامزاً وهامزاً بطريقة غير مُباشرة الدور الذي لعبته المملكة في إنجاح هذه التظاهرة التي أبهرت العالم من خلال تعزيزه لإيران - محور الشر في الخليج - التي وصفها بأنها قوة إسلامية «يجب» عدم تجاهلها متناسياً سموه بأنها الراعي الأول لكل ما من شأنه زعزعة الأمن عن طريق التدخل السافر في الشئون الداخلية لدول الجوار جرَّاء استثمار المرجعية الطائفية وأخذها كأذرعة لتنفيذ أجندتها التوسعية، كما أنه رمى الحق الفلسطيني في مقتل إذ أطلق شرارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد عندما قال : إن منظمة حماس هي الممثل الشرعي للفلسطينيين ،في تجاهل مُستغرب للاعتراف العالمي بمنظمة التحرير كممثل لهم في كل المحافل الإقليمية والدولية، وأما ثالثة الأثافي فهي الرعاية الكاملة - مادياً ومعنوياً وإعلامياً - لجماعة الشياطين التي تسمت - زوراً - بالإخوان المسلمين.

إن تصريحات صادمة من حيث علُّو المنصب الذي صدرت منه والمحتوى الذي تضمنته والتوقيت الذي قيلت فيه تعكس أن وراء الأكمة ما وراءها عند قيادة قطر، فهل تعود إلى رُشدها أم تستمر كعادتها في شق الصف ودعم الشقاق ؟!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store