Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لولو الحبيشي

معادلات في الحياد !

A A
- يتفاوت تقييم عدم الانحياز لأحد المعسكرين في صراع ما ، والوقوف على مسافة واحدة منهما ، فهو مفضل أحياناً، ومبرر أحياناً، ومضطر أحياناً أخرى.

- الحياد أمام طرفي قضية متعادلين عاطفياً، أو جغرافياً، أو اجتماعياً مسوّغ.

- اختلاف معايير ومستويات الارتباط بأحد الطرفين دون الآخر يؤثر حتماً على شرف الحياد، حتى يهوي به تماماً حين لا يمكن مساواة الطرفين ببعضهما.

- التزام الحياد في قضية تتصارع فيها القيم وانعدام القيم، والحقوق وانتهاك الحقوق عار وجبن وخساسة.

- حين يكون الدين طرفاً في قضية يصبح الحياد من المهلكات.

- حين يكون الوطن طرفاً في قضية يصبح الحياد خيانة عظمى.

- حين يكون الوالدان طرفاً في قضية يصبح الحياد عقوقاً.

- حين يكون الدين أو الوطن أو الوالدان طرفاً في قضية تتصارع فيها القيم مع عدمها، والعدوان مع السلام، يصبح الحياد عاراً مركباً، وخيانة لا يمكن أن تغتفر.

- التخلي عن الطرف الذي يستحق النصرة قرباً وارتباطاً يتجاوز جبن الخذلان لعار الغدر ، والامتناع عن التحيز للقيم والعدالة ونصرة الحق يتجاوز انعدام الشرف لجرم الخيانة.

- وحين يكون الطرف الذي يؤثر الحياد من أرباب المنابر التي لا يتوقف حديثها عن القيم والأخلاقيات توجيهاً وفلسفة وتنظيراً ، ثم لا تسمع لهم همساً ولا ركزاً في قضية تطبيق القيم والأخلاقيات، فتوقع أن خلف الصمت مصلحة رخيصة وإن زاد ثمنها، وهذا الثمن تهمة بحد ذاته، سواء كان ثمنا نقدياً دفعه أحد أطراف الصراع لدعمه (بالحياد) أو كان حفاظاً على عدد المريدين والمعجبين ومجاملة بخسة على حساب كل ما زعمت منابرهم أنها تناصره وتنحاز له.

- حين يكون الحق طرفاً فلا حياد فالحق أحق أن يتبع.

- حين يكون وطني الذي يحميني ويؤويني ويحفظ كرامتي طرفاً فلا حياد، فالوطن كرامة والتخلي عنه سقوط للكرامة.

- حين يجتمع وطني والحق في قضية ما يكون التمسك بالحياد غرقاً في وحل الخيانة وانعدام الشرف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store