Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

خادمة!!

A A
كلمات قرأتها، وجدتُ فيها مشاعر تُعبِّر عن إنسانة تعيش داخل أكثر البيوت السعودية، لكنها لا تستطيع، أو تتحفَّظ على إيصال مشاعرها لمن يهمه الأمر، فرأيتُ إيصالها لمن يقرأ زاويتي، مع أنها ليست كلماتي. لذا آمل من صاحبها أن يتجاوز عن عملية السطو التي قمت بها لأفكاره.. وما أدخلته عليها من حذف وإضافة:

• أعمل خادمة وأقومُ بجميع الأعمال عند أسرة أظنها لم تُخلق إلّا للأكل والنوّم وقضاء الحاجة، فهم لا يقومون بشيء ولا حتى ترتيب أسرّة النوم!!

• أصحو كـلَّ يوْمٍ مع الفجْر أُكَنس وأُنظِّـف في كل مكان.. ألتقِطُ الأوساخ في دوْرات المياه.. وملابسَهم المبعثرة هنا وهناك!!

• في المساء يُكلِّفونني بتحميم الأطفال كي يستعدّوا للنوّم!

• أشْعُرُ بالتّعب، فأذهَبُ لأحتَسي فنجانا من الشّاي.. دقائق، فأسْمعُ عُلوَّ أصواتَهم تفْتقِدُني.. فأُعاوِدُ مسرعةً للعمَل..!!

• يملكونَ كلَّ وسائل الرّاحة والتّرفيه، ولديهم عُطلٌ أسبوعية يرتاحون فيها ويصحونَ فيها متأخرين.

• أمّا أنا، فطوال السّنة أصحو باكرا دون أيّة عُطل، وإذا مرضتُ أتحمَّل آلامي لاستكمال مهمات العمل اليومية الشاقة.

• أشعر دائما بالحنين لأهلي وأطفالي ووطني، وما يُعانونه من شظف العيش، فيـنعَـكِسُ على عملي ووجهي.. فيغضبون مني.

• لا يسألونني عن سبب حزني وتكشيرتي، لكنهم يريدونني دائما مبتسِمة..!!

• يعيشون مع أَهْلهم وأصدقائِهمْ ويَخرجون مَعَهُم طَوال الأسبوع وأنا ليس عندي مَنْ أحادثهُ وأشْكو إليه.. وإذا تحدّثتُ مع خادمَة الجيران للحظات اتهموني بالتفلتْ والمُعاكَسة..؟!

• نعم.. أنا أعلم بأنني مجرد خادمة، لكنني بشر مثلكم، فضعوا نفسكم مكاني، ثم حكِّموا ضميركم وقولوا: هل هذا يرضي الله؟!

#نافذة

:

(مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ)..

حديث نبوي شريف

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store