Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

سنّة الاعتكاف في الحرمين الشريفين

A A
يولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- جلّ عنايته واهتمامه بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويُوجِّه -أيده الله- جميع العاملين والقائمين على شؤون المسجدين ببذل قصارى الجهد في تقديم كل الخدمات والتسهيلات لحجاج، وعمّار، وزوار الحرمين، كما يحث -أبقاه الله- جميع العاملين في حكومته الرشيدة «كلًا فيما يخصه» بالعمل جاهدًا في تقديم الخدمات الأفضل لقاصدي الحرمين الشريفين.

الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تبذل جهودًا كبيرة في تنظيم وترتيب كل ما له علاقة بهذين المسجدين الشريفين، ويكفيها فخرًا أنها تخدم أعظم بيوت الله على وجه البسيطة، وتعمل على إظهارهما في أبهى صورة، وتقدم كل ما يسهل وييسر أمور قاصدي المسجدين الشريفين، ومن ضمن اهتماماتها -خاصة في هذا الشهر المبارك- تنظيم سنّة الاعتكاف، ووضع الضوابط الملائمة له، والتنسيق مع القطاعات الأخرى في تهيئة المساجد الشريفة لاستقبال المعتكفين في العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك.

هذه السنّة العظيمة يُقبل عليها الكثير من الناس شيبًا وشبانًا، ولكن يكتنفها بعض من الفوضى، والعشوائية، وعدم التنظيم في بعض الأحيان، خاصة عندما يتجمَّع أعداد كبيرة من المعتكفين صغار السن في مكانٍ واحد، حيث يكثر الكلام، واللغط والغيبة والنميمة، والتحدث بالجوالات طوال الوقت، ورفع الصوت، والضحكات، مما يعطي انطباعًا غير مرضٍ بعدم احترام قدسية المكان، وإثارة مشاعر من يحيط بهم من المسلمين.

من العادات غير المريحة، النوم بعد صلاة الفجر مباشرة، وعدم ترك مساحة ولو صغيرة للراغب في قراءة القرآن الكريم، أو الجلوس حتى صلاة الإشراق، فلو خُصِّصت أماكن في الحرم لراغبي الجلوس بعد صلاة الفجر لكان أفضل، وأيضًا من الملاحظات المزعجة وضع الأمتعة، والفرش، والمخدات، والنُعل (أكرمكم الله) فوق فتحات التكييف، حيث يُمنع الهواء البارد من الوصول للمصلين، كما أنها تلوث الهواء الصادر من هذه الفتحات.

سنّة الاعتكاف فيها أجرٌ عظيم لمن أحسن أداءها، وثوابٌ كبير لمن أخلص العبادة لله، ولو طُبِّقت على الوجه المطلوب، كما كان يفعل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجنوا ثمارها مع نهاية الشهر الكريم.

إذن نحن نحتاج إلى توعية، وتوجيه، وإرشاد للمعتكفين من قِبَل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وكذلك يأتي دور أئمة وخطباء المساجد في تنوير المعتكفين، وأن يُزوَّد المعتكف من قبل الرئاسة بنشرات مكتوبة، وإرشادات توجيهية تُبيِّن أهمية الاعتكاف، والانقطاع إلى الله، والالتزام بالآداب العامة داخل المسجد، وتعظيم قدسية المكان، حيث يقول عزّ وجلّ في محكم التنزيل: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».. (الحج 32).

وفَّق الله العاملين المخلصين لخدمة الحرمين الشريفين، والساعين جاهدين في خدمة بيت الله ومسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والحفاظ على قدسيتهما، وإظهارهما في أجمل وأبهى صورة، كما يُحب ربُنا ويرضى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store