Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قطر.. دولة المليشيا التي لا تغيب عنها الشمس!

A A
تتكشَّف يومًا بعد يوم المؤمرات القطرية التي لم تترك قارة من القارات الست إلا وهناك لها بصمة وصناعة أزمة، إذا ما تم التحقيق فيها، تُظهر أن قطر كانت الممول الرئيسي لها، تريد قطر أن تأخذ مكانًا لها في عالم تُشكل فيه الأصغر مساحةً والأقل سكاناً، ولذلك قررت أن تُعوِّض هذا النقص وهذا الضعف باستضافة رموز الإرهاب، تحتويهم، وتُوفِّر لهم الملاذ الآمن، لتستقوي بهم على من تختلف معهم، -هكذا يُخيل إليها- فمدّت يد الكرم لحزب الله، ومنظمة حماس، وداعش، والقاعدة، والحوثيين، وجبهة النصرة، وميليشيات العراق وليبيا بمختلف توجهاتهم، والمنشقون في تونس، كما ارتمت في أحضان إيران، تدعمها في السر والعلن.

وقد حاولت دول مجلس التعاون -المتضرر الأكبر من مؤامراتها ودسائسها- أن تثنيها عن سياساتها التي تعتمد على التدخل في شؤون الدول، وطرد زعماء الإرهاب المطلوبين من دولهم ومن الأنتربول، والموجودة أسمائهم في سجلات الإرهاب إلى خارج قطر، مع إيقاف نزيف الدعم السخي الذي تُغدقه على تلك الميليشيات الإرهابية، لكن تلك المحاولات لم تجد آذانا صاغية، حتى إن ثبت بالدليل القاطع المؤامرات التي كانت تحيكها لأشقائها في دول مجلس التعاون، فجاء قرار المقاطعة.

كانت قطر تعتمد في تحدياتها وعنادها على حليفتها إيران، بالإضافة إلى الذين تأويهم وتطعمهم وتكسيهم من قادة الميليشيات والتنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها، إلا أنها اصطدمت بالمحاذير التي وجهها بعض الدبلوماسيين للقيادة الإيرانية ونصحوها بعدم التورط، حيث يرى أولئك بأن قطر جزء من مخطط يُعرِّض أمنهم ومصالحهم للخطر في سوريا والعراق، وأن قطر لم تكن بريئة حتى يمكن لإيران أن تقف معها، لافتين إلى أن قطر ترعى الجماعات الإرهابية، بما في ذلك تنظيم داعش وحركة طالبان. لقد استشعر أولئك بأن بلادهم من الممكن أن تكون فريسة مخططات الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كما حصل في العراق عقب اجتياحه الكويت.

يجب أن يفهم الجميع أن خلافنا مع قطر ليس خلافاً على حدود، وإنما الخلاف على السياسة الخرقاء التي يتّبعها النظام القطري من خلال تدخُّلاته ودعمه للإرهاب في بلدان أشقائه وبعض الدول العربية الأخرى، كتونس ومصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن، وعلى حُكَّامه -إن أرادوا الحل- أن يُوجِّهوا بوصلتهم إلى أشقائهم، ويستمعوا لهم ويستجيبوا لمطالبهم التي لا تضمر إلا الخير، وضمان الأمن في العالم بأسره، فالعودة للبيت الخليجي، والسير على نهج سياسات دوله خير من الارتماء في أحضان المليشيات، وتوفير الملاذ للمارقين الذين بثّوا ولا زالوا يبثّون الرعب في مختلف البلدان، ولابد أن يُدرك القطريون أن هذا التهافت الذي يشهدونه حالياً من بعض الدول التي تطوَّعت لمساعدتها والوقوف إلى جانبها لم يكن ودًّا متأصلاً، وإنَّما صيدٌ في الماء العكر، وقد يدفعون الثمن غالياً إذا ما صدّقوا وانفتحوا على أولئك، فالتاريخ لا يذكر أولئك بخير.

نسأل الله لهم الهداية، وأن يُوفّقهم لما هو فيه صالح وأمن واستقرار بلادهم، إنه سميع محيب الدعاء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store