Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الدوحة.. سياسات ورهانات خاسرة!

A A
قلت في مقالي الأسبوع الماضي بأن المملكة والبحرين والإمارات لا يمكن أن تهاجم دولة قطر، فالخلاف معها ليس خلافا على حدود، وإنما على السياسة الخرقاء، التي يتبعها النظام القطري من خلال تدخلاته ودعمه للإرهاب في دول جيرانه وبعض الدول العربية، لكن يبدو من خلال تعنت القطريين، واستكبارهم، وإصرارهم على مواصلة سياساتهم، التي تحوم حولها الشبهات، بأنهم يراهنون على حليفتهم (إيران)، ويعقدون الآمال عليها في الوقوف معها ضد أشقائها، ومع أنه كما أسلفت، لا توجد أي نية لغزوها، إلا أن إيران بالتأكيد لن تكون الحصان الأسود الذي يمكن أن تراهن عليه في مواجهة دول تظل هي الأقوى ماديًا وعسكريًا في المنطقة، والإيرانيون يدركون جيدًا هذه الحقيقة، لكن ما نخشاه هو أن تلجأ قطر إلى الاستعانة بهم في الداخل وتفتح أجواءها ومياهها لدخولهم، في تقدير سيئ تعود تبعاته السلبية عليهم أولًا.

فالتاريخ يُحدِّثنا بأنه، بعد وصول (نادر شاه) إلى الحكم في فارس، كانت تُراوده رغبة كبيرة في مد نفوذه وبسطه على الخليج العربي ولا سيما عمان، فانتهز فرصة الاستعانة به من قبل أحد الحكام العمانيين، وأرسل قواته سنة 737م لتغزو عمان وتحتل مسقط وخورفكان ورأس الخيمة بعد معارك ضارية، فهل يريد حكام قطر أن يعيدوا تكرار هذه التجربة؟!. منذ عهد (إسماعيل الأول بن حيدر الصفوي) سنة 1499م، والذي تم علي يده ظهور السلالة الصفوية الشيعية في إيران، والإيرانيون يناصبون العداء مع جيرانهم، وانتهزوا كل الفرص للاستيلاء على الجزر في الخليج العربي، وتم في عهده الاستيلاء على العراق، وخراسان، وديار بكر، ومدينة بغداد سنة 1510م.

ولم تقف الأحداث عند هذا الحد، بل إن الحكام الجدد الذين جاءوا عقب ذلك العهد، كانت لهم أطماع تتعدى أحلامهم، فاحتلوا الجزر الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى احتلالًا كاملًا، وازدادت أحلام التوسع عقب الثورة الخمينية، فالنظام الحالي كثيرًا ما يعلن عن تطلعاته لاحتلال البحرين التي يعتبرها جزءً من دولتهم، بالإضافة للكويت والإمارات وعمان، ولديهم إصرار على عودتها لتكون جزءًا مكملًا للخارطة التي رسموها وفق تطلعاتهم التوسعية. ويجب على قطر -اذا كانت هناك قيادة واعية- أن تتنبه للخطر الإيراني، وأن لا تُسلِّم مفاتيح الدوحة للصفويين، فأول ما يبدأون به لو تسنَّى لهم ذلك هو إجلاء البلاد من سكانها القطريين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store