هيئة السياحة ومطالب كثر

لاشك بأن عنصر السياحة يعد رافداً تنموياً رئيساً لا يمكن إغفاله أو تجاهله حيث نرى الكثير من الدول تحسن استثمار ذلك الرافد بما يعود على حراكها التنموي بالنفع الكثير ،وقد فطنت قيادتنا -رعاها الله- لذلك الأمر فاستحدثت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قبل 16 عاماً تقريباً باعتبار القطاع السياحي عنصراً إنتاجياً محورياً في ظل توفر الكثير من المقومات السياحية في بلادنا الحبيبة كالطبيعة الساحرة والمواقع الأثرية الهامة جداً بالإضافة الى السياحة الدينية التي لم تستثمر الاستثمار الأمثل ،وبدأت الهيئة أداء مهامها لكن ذلك الحراك بدأ متباطئاً لكن القيادة بعد تبني رؤية التحول الوطني 2030 قبل عامين جعلت من عنصر السياحة أحد أهم الموارد غير البترولية فكان ذلك دافعاً قوياً لتسارع الخطى من قبل القائمين على المؤسسة وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الذي أجزم أنه سيحقق الكثير من النجاحات في هذا المجال بعد اختيار الكوادر القيادية والتنفيذية للهيئة من المؤهلين أكاديمياً في هذا المجال وقبل ذلك وضع خطة استراتيجية تتضمن الكثير من الأمور الهامة مثل :

· الكشف عن الكثير من الكنوز الأثرية والمواقع التاريخية النادرة التي تنتمي إلى عصور وحضارات مختلفة على مر الزمان والتي تزخر بها بلادنا واستثمارها للجذب السياحي..

· استثمار المواقع الطبيعية الساحرة خير استثمار من خلال توفير كافة المتطلبات الضرورية والكمالية التي يحتاجها السائح .

· سرعة استثمار السواحل البحرية يعد من الأولويات من خلال تشجيع المستثمرين على ذلك .

· استثمار التراث الثقافي والفني الذي تزخر به بلادنا في كل ركن من أركانها وتسويق ذلك التراث سياحياً .

· تقديم كافة الخدمات والتسهيلات المادية والمعنوية للسائح وخاصة في الأماكن ذات الجذب السياحي وتوفير كافة الخدمات الضرورية على أرقى المستويات على الطرقات الممتدة بين مدن المملكة .

· الإفادة من خبرات وتجارب المؤسسات ذات الطابع السياحي وخاصة المنتجعات البرية والبحرية ، فالبعض منها يعد واجهة سياحية رائعة ،فعلى سبيل المثال لا الحصر منتجع درة العروس والنورس والبحيرات ومنتزه بلاجيو ويقيني أن في المدن الأخرى الكثير من المنتجعات والمنتزهات الرائدة التي يمكن الاستفادة من تجارب القائمين عليها ومن الخدمات التي يقدمونها .

· حسن استثمار السياحة الدينية من خلال برامج تجوال الحاج والمعتمر خارج نطاق الحرمين الشريفين وفق تنظيم دقيق .

· إقامة المهرجانات السياحية الموسمية في مختلف المناطق والتنويع في برامجها ،ولعل مهرجان سوق عكاظ الذي تولت الهيئة الإشراف عليه حديثاً يعد من أبرز تلك المهرجانات التي استحدثها قبل عدة أعوام أمير الإبداع خالد الفيصل وأسس بنيته التحتية وحققت إدارته وبرامجه أعلى مستويات النجاح، لكن اللافت للانتباه أن الهيئة في أول تنظيم للمهرجان اتخذت بعض القرارات التي ألقت بظلالها على مستقبل المهرجان مثل ممارسة التفضيل عند تصنيف ضيوف المهرجان ، لذا أتمنى أن يعاد النظر في اختيار بعض الكوادر القائمة على المهرجان والإفادة من التجارب الناجحة جداً للكوادر التي نظمت المهرجان إبان اشراف إمارة منطقة مكة المكرمة عليه . والله من وراء القصد.