Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قطر وطهران في السياسة صنوان!

A A
إمعانًا في زيادة التوتر بين دولة قطر وبين أشقائها دول الخليج ومصر، تتقاطر الوفود القطرية على طهران لتلقي توجيهات الفقيه وتنفيذ الإملاءات التي يقرأها عليها، فهناك تطابق في سياستيهما نحو دول الخليج تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وإشاعة الفوضى داخلها. وكانت ثمرة ذلك التهافت القطري على طهران هو الثبات معها على موقفها حيال تدويل المشاعر المقدسة التي تطالب بها إيران، وهو طلب -كما عبر عنه الوزير الجبير- عدواني وبمثابة إعلان حرب على المملكة.

فالنظام القطري حتى يجد المبرر الذي يجعله في صف نظام الملالي، ادعى بأن شركات الحج القطرية تدعي بأنها لا تضمن سلامة الحجاج القطريين من مضايقات السعوديين لهم، وأنهم قد يتعرضون إلى أسوأ من ذلك!!. وهي محاولة يائسة تستهدف تشويه صورة الواقع الحقيقي وحفاوة الاستقبال الذي تستقبل فيه الدولة ضيوف بيت الله الحرام، كما يأتي هذا الادعاء في الوقت الذي وصلت فيه أولى طلائع الحجاج الإيرانيين إلى المدينة المنورة، فهل يعقل أن تمنع المملكة حجاج الأشقاء في قطر من أداء مناسكهم؟!

لن ينجح الإعلام القطري الذي يمهد الرأي العام العربي والإسلامي في الإقناع بأن المواطنين القطريين ممنوعون من أداء فريضة الحج لأسباب سياسية، لأن العالم كله يدرك كيف توظف المملكة إمكانياتها في سبيل راحة حجاج بيت الله والسهر على راحتهم وأمنهم حتى عودتهم إلى بلدانهم مصحوبين بالسلامة. هناك مذكرات تفاهم بشأن إجراءات الحج، يجب على رئيس البعثة أن يوقع عليها، تتضمن هذه المذكرات، أداء الشعائر بعيدًا عن الشعارات والتظاهرات وإحداث الفوضى، وعدم وصول الحجاج الإيرانيين العام الماضي كان بسبب عدم توقيع رئيس بعثة الحج الإيرانية على بنود الاتفاق المنظم للحج.

مذكرات التفاهم تلك التي تتم بين وزارة الحج من جهة وبين رؤساء بعثات الحج تم عملها والإصرار عليها عقب الأحداث التي تمت في سنوات سابقة من قبل البعثات الإيرانية، فالأحداث التي تمت آنذاك مازالت تستعيدها ذاكرة كل المسلمين على وجه الأرض، فلا يمكن أن ننسى ما حصل عام 1979 عندما رفع الحجاج الإيرانيون صور (الخميني) في المدينة المنورة، وما حدث عام 1986 عندما تم ضبط حجاج إيرانييين ومعهم مواد شديدة الانفجار، ومنشورات دعائية، وما حصل عام 1987 عندما قام الحجاج الإيرانيون بغلق الطرق المؤدية إلى الحرم المكي وأشعلوا النار في المركبات، بالإضافة للتدافع الذي يحدثونه كل عام ويؤدي إلى وفاة العديد من الحجاج الأبرياء في محاولة لتشويه صورة الحج.

فمرحبًا بحجاج بيت الله وضيوفه تحت حمايته وحماية حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store