Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سعيد محمد بن زقر

حملة تنميط المسلمين

A A
غني عن القول أن هناك حملة منظمة لتنميط الإسلام بقصد وصمه بالشر والتخلف الاقتصادي والأخلاقي وربطه بمجموعات ضالة يائسة ،وهذه الحملة لا تكف عن تكريس صورة تفترض أن المسلمين متخلفون بنيوياً وحضارياً وينقصهم السلوك العلمي والعملي والإنتاجي. في المقابل ينقص الضحايا أن يردوا بما تتجاهله الحملة وهو سيرة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم من حيث تغييره العالم إلى الأفضل سلماً وبمؤاخاته المدهشة بين بني الإنسان وبالكلمة الطيبة. فمن ينتقدون المسلمين في أفعالهم وأقوالهم وثقافاتهم يركزون أبصارهم على المثالب، ولا يفرقون بين الإسلام والمسلمين بينما النقص في الأخلاق يعتري الفرد أياً كان معتقده. مع ذلك تنامت الحملة لحد أن هناك من طالب بإخراج المسلمين من مجتمعاتهم الجديدة باعتبارهم «شراً محضاً» في تغييب تام لحقيقة أنهم نشروا في مراحل تاريخية الخلق القويم وتعميم مبدأ تقديس العمل الشريف ورفع الإنتاجية وسائر الفضائل، فمن يتغافل عن ذلك إنما يؤشر لجهله لأنه لو اطلع على السيرة العطرة للرسول لوجدها سجلاً ينفي التهم الجوفاء التي طالما رددها الأعداء ، لكن الإنسان عدو ما جهل.

وقديماً قالت العرب إن الفضل ما شهدت به الأعداء. وأوردُ بعضاً مما شهد به قادة عالميون في حق نبي الإسلام ، فقد قال نابليون بونابرت في عام 1914 أنه يتمنى دعوة كل حكماء العالم لاستنباط نظام حكم من القرآن وسنة النبي محمد صلَّى الله عليه وسلم، لأن فيها ما يحقق السعادة للإنسانية. وفي عام 1924م قال غاندي بأن البساطة والصدق والأخلاق الفاضلة وتعامل محمد مع أصحابه حقق للإسلام المكانة التي استحقها وليس السيف (لأن محمداً يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر). ومثله قال به وليام هارد صاحب كتاب (الخالدون المئة ) الذي قال إن محمداً (الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين الديني والدنيوي) ،وقدم هارد محمداً عليه أفضل الصلاة والتسليم على عيسى مع أنه مسيحي. وقال الكاتب الإنجليزي المشهور كارليل (إني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنع) ومثله لامارتين المفكر الفرنسي الشهير وبرناردشو الأديب والمسرحي الإنجليزي، وقال آخرون بأن محمداً حقق ما حقق بأخلاقه وليس بجيشه فقد كانت أخلاقه تحرس دعوته ولم تكن لديه قوة مادية أو عسكرية ولم يكن يملك الموارد وإنما كان يملك القلوب وكان يحوز على الحق الإلهي في أن يحكم لأنه تمثل الأخلاق السامية التي أمر الله بها سائر رسله وكان يجسد التدين بمعناه السلوكي العملي فقد كان زاهداً وكان يعمل وكان يعدل وكان يستشير أصحابه ولهذا من يتأمل في هذه الشهادات للمختلفين دينياً أو يطلع على سيرته العطرة فإنه بلاشك سيعترف طوعاً أو كرهاً بعظمته كرسول وبفضائله كسيد للأنبياء جميعاً.

إن بعض السلوكيات السالبة لأتباع الإسلام ينبغي أن تحسب على الأفراد والبيئات وليس على رسالة الإسلام، لأن ضعف الإنتاجية أو الغياب عن العمل أو ممارسة العنف المنفلت أو الاستسلام للتخلف التنموي ظواهر ويُرجى أن تكون عابرة في تاريخ الإسلام والمسلمين. إن الاسلام نفسه من ضحايا تصرفات أفراد ينتسبون إليه وقد غزت عوامل لا صلة لها بالعقيدة الإسلامية ولا برسولها تفكيرهم بينما هدف الإسلام إخراج الناس من الظلمات إلى النور وقد فعل، .اللهم فاشهد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store