Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

القوة الإسرائيلية مجرد وهم

A A
في أحداث الأقصى الأخيرة دروس وعبر مستفادة كثيرة ينبغي التأمل والتبصر فيها بكثير من الأناة والروية، وأول هذه الدروس أن القوة المزعومة لاسرائيل ليست بالحجم الذي يصوّره الإعلام العالمي الذي يسيطر على كل وسائله اليهود . ولا ننسى أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر الذي قُهر وذل وخار وانهزم في حرب العاشر من رمضان 1393هـ . وبعد ذلك النصر الأوحد الذي حققه العرب خلال سبعين عاماً مضت على نكسة فلسطين رأينا الهزائم تلو الهزائم تلحق بهم، رغم تنامي ثرواتهم خلال هذه القرون السبعة ، ورغم ازدياد تعدادهم حتى قاربوا خمسمائة مليون نسمة اليوم بعد أن كانوا لا يزيدون عن مائة مليون عام 48 م. وهذا التعداد الهائل 60% منه من الشباب، بينما لم يواكب النمو الإسرائيلي هذا النمو العربي ولو بنسبة ضئيلة ،فداخل الأراضي المحتلة نفسها ووحدها، تتكاثر أعداد الفلسطينيين وتنحسر أعداد الصهاينة بشكل ملحوظ لقلة الإنجاب من جهة وللهجرة المعاكسة لكثير من اليهود الذين يعودون لبلادهم الأصلية تباعاً بعد أن أدركوا أن دويلة الاحتلال ليست الفردوس الذي يحلمون به. هذا من ناحية التعداد الذي لا يتجاوز بضعة ملايين مقابل خمسمائة مليون عربي. أما الاقتصاد الإسرائيلي فرغم كل ما يشاع عن ازدهاره المذهل، ليس إلا كفقاعة الصابون، لأنه معرَّض للانهيار الكامل في أي لحظة إذا ما شددت بعض الدول مقاطعتها للبضائع الإسرائيلية، ولا تملك اسرائيل أي موارد طبيعية كالتي يملكها العرب، ومصادر مياهها كلها مسروقة من مياه فلسطين فلا مقارنة على الإطلاق بين موارد العرب وموارد اسرائيل.. إذاً ما الذي حدث؟ ومن أين لإسرائيل هذا العنفوان وهذه الغطرسة؟ ولمَ يخافها العرب ؟ وليس صحيحاً أن قوتها العسكرية أكبر من الدول العربية مجتمعة فالتسليح الذي لدى العرب اليوم يفوق التسليح الاسرائيلي مرات ومرات، ولا يمكن لها أن تعول على الدعم الأمريكي لها في كل الأحوال . الذي حدث أن العرب منقسمون ويزداد انقسامهم مع كل شروق شمس، وكل دولة (إلا من رحم ربك) منقسمة على نفسها داخلياً، واستفحل هذا الانقسام إبان الربيع العربي المزعوم ، ومع ذلك كله ما يزال العرب أقوى بكثير من اسرائيل ومازالوا في الوقت نفسه يرهبونها والسبب الحقيقي هو ما يصوره الإعلام المسيطر عليه في كل أنحاء العالم من قبل اليهود كما أسلفت من قوة وجبروت الجيش الاسرائيلي!. ومن عجب أن هذا الجيش قد انهزم مؤخراً شر هزيمة حين استسلمت حكومة صهيون لمطالب المقدسيين خاصة والفلسطينيين عامة فنزعت كاميرات المراقبة وأزالت البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى المبارك. والذي حقق هذا النصر عاملان مهمان : جهود خادم الحرمين الشريفين ومساعيه الباسلة بحكم مكانة المملكة الهائلة لدى الدول الكبرى وفي مقدمتها أمريكا لتضغط على إسرائيل لإلغاء كل القيود المفروضة على دخول الأقصى وعدم منع المسلمين من أداء فروضهم وصلواتهم فيه، وقد أثمرت كل تلك الجهود المباركة لخادم الحرمين الشريفين الذي يحرص كل الحرص كذلك على الحرم الثالث .والعامل الثاني هو صمود الفلسطينيين وبطولاتهم وتضحياتهم وقتلاهم وجرحاهم .وعليه يكون الدرس الكبير المستفاد أن زعماء العالم العربي لو وقفوا جميعاً وقفة شجاعة كوقفة خادم الحرمين الشريفين وصاحبَ ذلك انتفاضة فلسطينية عارمة داخل الأراضي المحتلة، لاهتزت الأرض تحت أقدام العدو ولسارع لإنهاء قضية المسلمين الأولى بشكل عاجل، وذلك كله يثبت أن القوة المزعومة لإسرائيل مجرد وهم وأن سقوطها أمر حاصل لا محالة بحول الله وقوته.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store