Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

برنامج الابتعاث تحت المراجعة

A A
* ابتعاث المملكة لطلابها للدراسة في الخارج بدأ قديمًا، فمثلًا العام 1952م سجل أول دفعة ذهبت لأمريكا، وتكوَّنت من (6) طلاب، نصفهم لدراسة البكالوريوس، والآخر لنيل درجة الماجستير، وسبق ذلك أعداد قليلة معظمها كانت لـ(مصر).

* بعد ذلك توالت موجات الابتعاث وتزايدت للعديد من الدول، ولكن منذ العام 1426هـ كان إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومازال مستمرًا، ومعه انتشر الطلاب السعوديون في أكثر من (32 دولة) حول العالم، بمعدل يزيد على (10) آلاف طالب وطالبة سنويًا.

* بالتأكيد (برنامج الابتعاث) جاء ليُحقِّق أهدافًا نبيلة، وهي اكتساب خِرّيْجِيه لمعارف وخبرات عالمية وعالية الجودة لكي يسهموا في خدمة وطنهم في شتى المجالات والتخصصات.

* ولكن الملاحظ توالي دفعات (البرنامج) حتى وصل عدد المبتعثين فيه لما يزيد على (127) ألفًا بحسب إحصائية بثتها (صحيفة الاقتصادية في مايو 2017م)، حصل ذلك دون مراجعة لمُخْرجَاته، أو مَسح واضح ودقيق لأحوال طلابه، وما قد يكون اعترضهم مِن عقبات، ولمَن تخرَّجوا فيه، من حيث مستواهم العلمي، واستيعاب سوق العمل لهم سواء كان حكوميًا أو خاصًا.

* تلك الملحوظة يبدو أن (وزارة التعليم) انتبهت لها أخيرًا، حيث أكد وكيل الوزارة للبعثات (الدكتور جاسر الحربش) في تصريح نقلته (صحيفة الوطن الأربعاء الماضي) أن نهاية العام المالي الحالي ستشهد مراجعة للبرنامج وإعادة هيكلة وتطوير.

* وفي ميدان مراجعة (الابتعاث) رغم أهميته؛ لِمَا أنه استثمار في المواطن لتنمية وطنه، إلا أنه يُكلِّف خزينة الدولة مبالغ كبيرة؛ فإضافةً إلى المبتعثين هناك نحو مخصصات (79) ألف مرافق ومرافقة، فلابد من العمل على تقليل وترشيد تلك المصروفات بحسب متطلبات التحوُّل الوطني 2020م، ورؤية 2030م.

* أيضًا كان ضمن دول الابتعاث (10) دول عربية منها: (مصر، والكويت والإمارات، والأردن)، وهذا يطرح العديد من علامات التعجُّب، فمع التقدير لها إلا أن جامعاتنا السعودية تتفوق على جامعاتها علميًا وأكاديميًا، وتسبقها في الترتيب والتقييم العالمي.

* أخيرًا لعل من المناسب والأولَى عقد شراكات مع الجامعات العالمية في التخصصات التي تتطلبها سوق العمل وبرامج التنمية، لتفتح فروعًا لها في السعودية، فهذا فيه توفير لمصروفات الابتعاث، وما قد يترتب عليه من سلبيات ومخاطر فكرية وأمنية، كما يمكن تسويق تلك الفروع ليَدرس فيها طلاب من دول أخرى؛ ليكون (التعليم) أحد مصادر الدخل الوطني. فما رأيكم دام عِزّكم؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store