Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أويس عبدالرحيم كنسارة

حتى لا تفرح الشياطين

A A
تسعى الشياطين الرجيمة، لإسعاد رئيسهم إبليس، وطريقتهم في ذلك أنهم يسردون إنجازاتهم العظيمة، آملين في نيل الجائزة الإبليسية الكبرى. فيجيئه الكثيرون، سرايا وافدين، محملين بالعديد من الإنجازات الشيطانية، التي حققوها على حسابنا، ولكنهم في نهاية المطاف يعودون لمطرحهم بخفّي حنين.

حتى يأتي دور الشيطان المحظوظ الذي يقول لقائده: ما تركت فلان حتى فرقت بينه وبين زوجته، فيقربه منه ويدنيه ويقول: نعم أنت!!

يبدو أن سعادة الشياطين الرجيمة -لعنها الله- قد بلغت أوجهها لدينا، حيث يقول التقرير الذي نشرته صحيفة سبق مؤخرا، إن متوسط عدد صكوك الطلاق يوميًا، في جميع مناطق المملكة، هو ٢٨٠ صكًا كل يوم!

ذلك يعني، لو حسبناها بالساعات، أن كلمة «طالق» لا تغيب بتاتا عن أحد بيوتنا السعودية، فهي تتردد ١٢ مرة في الساعة الواحدة!

أول الأسباب: أنهم «زوجوه عشان.. يعقل!»

ولمن يتوقع أن الزواج يجلب العقل للطائشين، فأنصحه بأن يزوّج ابنه بأخصائية تربوية كبيرة في السن، ليطبق عليه المثل الشعبي الساخر: «أتزوج وحدة قد أمّك..عشان تلمّك!!»

وإذا تخلصنا من الفتى الطائش، تأتي لنا الفتاة المدللة، التي لا يعجبها العجب، ولا الصيام في رجب.. لأنها تعودت أن تجد دوما ما تريد، وقتما تريد، حتى إذا تزوجت ولم تجد ما تعودت عليه، وشعرت -كما يقول توفيق الحكيم- بأنها في نقلة مفاجأة من التدليل إلى التذليل، طلبت الطلاق لأتفه الأسباب! وهنا يقترف الأب المفرط في دلال بناته، خطأ جسيما، عندما يورّطهنّ بصورة ذهنية مزيفة، لرجل يستحيل أن يتكرر معهنّ مستقبلا.

ولذلك، لابدّ أن تنخفض التوقعات الوردية لدى الطرفين، فالزواج لن يكون فيلما هوليوديا، ولا حباً رومانسيا فائرا، وحتى الزواجات المبنية على العشق والغرام لا تدوم غالبا، والدراسة العلمية تؤكد أن 75% من زواجات الحب تنتهي بالفشل، ولهذا قيل أن الزواج مقبرة الحب، وأن الحب أعمى، والزواج يعيد النظر إليه!

أما غاية الزواج السعيد فهي الرحمة والمودة المذكورة في الآية القرآنية، وهي أكثر هدوءا واستقرارا، كما أنها أكثر دواما وصلاحية.

وللوصول لهذه الغاية، أعني السعادة الزوجية، المتمثلة بالمودة والرحمة، لابد من بذل الكثير من التغافل، والتنازل، كما علّق أحد القرّاء الأفاضل على مقالي السابق: إذا أردتها كما تريد.. خسرتها وخسرت الذي تريد، وإن أردتيه كما تشائين.. رحل إلى حيثُ لا تشائين!

بقي أن أنوّه على المتزوجات، بالحذر من المقارنات، بين حياتهم وحياة غيرهن، خصوصا ما كان مصدره التطبيقات العنكبوتية، فما يشاهدونه لا يعبر بالضرورة عن الحقيقة، وذلك يفسد القناعة، ويخلق الشقاق، ولو ابتلاني الله بزوجة تقارنني بغيري، فلن ينتهي شهر العسل، إلا وقد أصبح شهرا «للبصل»، مختوم بكثير من الدموع!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store