Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

قمة الشجاعة...

همزة وصل

A A
• بكل أمانة، أبارك للوطن كل قرارٍ شجاع جاء ليمنح الوطن فرصة للنهوض، والخروج من دوائر الماضي البالية، تلك الدوائر التي كانت كالهمِّ الثقيل، وكان الخروج منها قضية جد صعبة، وكانت الحياة تسير كما هي، وكُلَّنا كان يترقَّب الآتي بعيونٍ مملوءة بالأمل والتفاؤل، أقولها لكم: إن اليوم اختلف كثيراً، وإن ما كان بالأمس مرفوضاً هو اليوم مقبولاً، وإن حكاياتنا مع الماضي والتي عِشت بعضا منها، يوم كان قص الشعر في «فرسان» عيبا، وكان والدي -يرحمه الله- حريصا على أن أكون مع الناس، وكان بيدهِ يحلق رأسي «صلعة»، وكان الأمر بالنسبة لي عاديا جداً، لكنني كنتُ أكره هذا الأمر جداً، وانتهى الأمر بقبول والدي التغيير، كما كان تعليم البنت مرفوضاً أيضاً وعيباً، حتى انتهينا اليوم إلى المرأة الطبيبة والمعلمة والممرضة... الخ، وبالرغم من قسوة الماضي الذي حرم كثيرا من أخواتنا من التعليم، وتركهم اليوم في حسرةٍ وحُزن وكدر، لكن الحمد لله أننا انتهينا من كل ذلك، لنأتي اليوم إلى قرارٍ شجاع من ملكٍ حازم وقيادةٍ شابة ترى العالم من حولها يتطوَّر، وتُدرك تماماً أن العالم يتغيَّر، وأن من حق المرأة السعودية أن تجد كل ما تجده أختها في العالم، الذي كان قبل يوم يقول: إن بلدنا هي الوحيدة في العالم التي لا تسمح للمرأة بقيادة السيارة، لتتحوَّل اليوم بقرارٍ جميل إلى دولةٍ لا تختلف عن كل دول العالم في تعاطيها مع قضايا المرأة..!!!

• ما علينا ممَّن يتحفَّظ على القرار، وأقول لهم: إن التغيير قادم لا محالة، وإن عقولكم سوف تتطوَّر، وتخرج من دوائر «اللا» إلى مساحات القبول والتعايش مع العقل والمنطق، الذي يرى ويثق في أن المرأة السعودية هي امرأة مثالية، مثلها مثل كل نساء العالم، وهي بفضل الله مُحصَّنة بتربيتها ودينها وحشمتها، التي سوف تحميها تحت أي سماء، وفوق كل أرض، لتقود سيارتها تحت مظلة النظام والضوابط الشرعية، وما الذي يمنعها، وهي تفوَّقت على الرجل في كثير، وتقدَّمت عليه بعقلها وجدّها واجتهادها وانضباطها..؟!!!

• (خاتمة الهمزة).. نحن نمضي تجاه النمو والصدارة، ونتقدَّم للأمام الذي يرفض أن يلتفت للخلف، وكل ما علينا هو أن نكون مع قيادتنا الحريصة على أن نكون مع العالم المتحضِّر لا أكثر... وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store