Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
على مقهى في أحد «المولات» في مدينة سياحية كبرى. جلست بالقرب منا فتاة، لم تتجاوز العقد الثاني من العمر.. غارقة في قراءة كتاب.. لم يلهها شيء مما يجري أمامها وحولها.. تشعر من خلال انهماكها في القراءة، مدى استمتاعها بالكتاب وكأنها تأكل من طبق لذيذ.. ويتكرر المشهد في أماكن كثيرة وفي دول مختلفة.. وكانت الخيبة في الجانب الآخر من المكان.. أسرة من ربوعنا العربية، جاءت بكل كبارها وصغارها، وقد احتضن كل واحد منهم «الموبايل».. جلسوا، وكانوا جميعا في حالة صمت، كأنهم اتفقوا على أن يمارسوا القطيعة علنا وأمام كل الناس. أو كأنهم جاءوا ليقولوا للكل، هذا ما جنته وسائل الاتصال بنا.. منظر سيئ، يتكرر في كل مكان.. في داخل منازلنا، وفي الإدارات الحكومية، وفي قاعات الاجتماعات، وصالات الفرح، وعندما تزور أو يزورك أحد. ظاهرة مرضية تحتاج إلى مستشفيات ودور رعاية لعلاج هذا الإدمان، وأخذت أتأمل حالنا وأسأل نفسي: إلى متى نبقى على هذا الحال؟ ساعات نستهلكها في الفاضي، والعالم من حولنا يستثمرها في المليان.. أن يصطحب الطفل الياباني الجوال معه إلى المدرسة.. يعتبرون ذلك جريمة وفي مدارسنا نعتبر ذلك فضيلة.. في المطارات بينما ترانا، نلهو أمام فاترينات المحلات التجارية، حتى يحين موعد إقلاع الطائرة، تجد الخواجة.. وقد شغل نفسه بالقراءة أو بأي شيء مفيد، حتى حين يستخدم «الجوال» لا أظن أنه يستخدمه في اتصالات مريبة أو تافهة مع «الجروب» على نحو ما نفعل. ويقال إن الأمريكي الذي يستخدم القطار يوميا في تنقلاته، يقرأ في العام، واحد وعشرين كتابا والألماني والإنجليزي كذلك. ولا توجد إحصائيات جديدة تقول لنا ماذا يقرأ المثقف العربي في داره!!
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store