Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

جدة تستحق أكثر من رسالة جوال.. يا مدير المرور!!

A A
سعادة مدير مرور جدة:

هذه رسالة من مواطن غيور على عروس البحر الأحمر، مواطنٍ يتمنى أن يجد لديكم أذنا صاغية

لما سيطرحه هنا في رسالته.

أما وقد صدر القرار الحكيم بالإذن للمرأة بقيادة المرأة للسيارة بعد سنين من الشد والجذب، فإنه من الواجب أن نذكركم – خلال هذه الرسالة- بالحال التي آل إليها أمر قيادة السيارات في جدة.. نحن نعلم أن هناك عملًا يقدّم، وجهدًا يبذل، لحل مشكلات المرور، لكني – مع شكري وتقديري- آسف ومضطرٌ أن أقول: إن العمل لا يكفي،

وإن الجهد قاصر عن تحقيق الغاية.

أعترف لك أن ساهر يؤدي دورًا مهمًا، وأن رسائل الجوال، التي تحمل بشرى السلامة لكل حساب بنكي، وسيلة فعالة ولا شك، لكنها لا تكفي

يا سعادة المدير.. لا تكفي أبدًا.

أصبح التهور في شوارع جدة – وأخص جنوب ووسط جدة - سمة بارزة دون أي رادع أو مراقب. فالمتهورون الذين تعج به شوارعنا لا يردعهم القانون في ظل غياب واضح لمن يمثل ويحمي ذلك القانون، ولا يردعهم احترام المجتمع، وكيف يردعهم احترامٌ، وهم لا يحترمون الإنسانية بعد أن أصبحت أرواح الناس لعبة في أيديهم.. لم يبق غير «ساهر»، ذلك الصندوق الجامد الذي يخبئ عنقه ليصطاد

فريسة من قطيع فرائس ليس أكثر.

هل تمر بطريق الحرمين – يا سعادة المدير- ؟! أنا أفعل ذلك يوميًا، ومعي الآلاف... التهور والسرعة والتجاوز من خارج الخط الأصفر ممارسات روتينية تصادفها – وأطفالك- في كل لحظة، حتى أنك تشك في نفسك وفي معرفتك لقوانين المرور والسلامة.. وهناك – في طريق الحرمين- تقليعة جديدة

لعل أخبارها وصلتك يا سعادة المدير:

قد يصدم المتهور سيارتك عمدًا، لأنك لم تفسح لجنونه المجال، أو لأن قيادتك - أو تشخيصتك – لم تعجبه.. حدث هذا عدة مرات أمام مرأى عينيّ، وكاد أن يحدث لي أكثر من مناسبة!! هذا غير قطع الإشارات الحمراء في الشوارع الداخلية والرئيسة (تلك التي لا كاميرات فيها ترسل رسائل بشرى للحسابات البنكية بطبيعة الحال)... أخشى أن أحاسيسنا قد تبلدت حتى أصبح قطع الإشارة الحمراء مشهدًا مألوفًا، لا يثير دهشة ولا انتباهًا؛ مجرد شخص يضع أرواحنا وأرواح

أطفالنا في خطر ليس إلا!!

هنالك أيضًا عكس الشوارع الرئيسة والداخلية دون رادع؛ وهذا منظر تجاوز الألفة ليصبح الأصل على ما يبدو... حتى إنك لو حاولت أن تنكر على شخص «عاكس للسير» فستكون عاقبتك وخيمة، وسيأتيك من السخرية والتوبيخ من هذا العاكس الجريء ما لم يأتك في حياتك كلها.. هل تعتقد أني أبالغ يا سعادة المدير؟! إذن عليك أن تأخذ سيارتك غير الرسمية لتشاهد بنفسك ذلك في خط الليث السريع، تحت جسر حي السنابل.. ولكني مضطر أن أحذرك – يا سعادة المدير- إن كنت تنوي التدخل وإيقاف هذا الانتهاك الصارخ للقانون.. فقد تسمع ما لا يعجبك، وقد يقرر أحدهم أن يصدمك

لتكون عبرة لغيرك من أولي الألباب!

كل هذا وغيره من كوراث المرور، التي تلطخ شوارعنا على مدار الساعة: أطفال يقودون بتهور مرعب دون تصريح أو معرفة بأي قوانين، وعمالة لا تحترم أي قانون مروري في هذا البلد، ووقوف خاطئ وغير نظامي يخنق الشوارع ويعطل مصالح الناس.. وغير ذلك مما لا

تشاهده حتى في بعض دول العالم الرابع!!

والحل ليس مستحيلًا

..

يحتاج الأمر – كما تعلم – إلى وعي مجتمعي بضرورة احترام أنظمة المرور، وإلى نظام صارمٍ يُطبق من الجهة المسؤولة.. لكني مضطرٌ وآسفٌ أن أقول: إن حضور رجال المرور أصبح شحيحًا في

شوارعنا.. وإن دورهم شبه معدوم.

تحتاج جدة – يا سعادة المدير – إلى وجود مكثف لرجال المرور في الشوارع، وفي الأحياء، وعند إشارات المرور.. لا شيء يعادل حضور رجل المرور، وهيبته في

تطبيق القانون وضبط النظام.

كما تحتاج إلى تكثيف توعوي في المدارس، وفي المساجد، والأحياء.. ولا بأس برسائل الجوال.. تلك التي لا تحمل لجيوبنا سوى البشرى!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store