Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الرئيس ترامب: قول عن قول!

ملح وسكر

A A
نشرت صحيفة التايم الشهيرة قبل قرابة أسبوعين تحقيقاً عن الفرق الهائل بين تفاعل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» مع كل من حادثي القتل الجماعي الشنيع في لاس فيغاس «برشاش شبه أوتوماتيكي»، والدهس الذي حدث في نيويورك. في المجزرة الأولى قُتل 60 شخصاً، وفي الحادث الإرهابي الثاني قتُل 8 أشخاص. وعن المجزرة الأولى نجم عدد كبير من الإصابات بالرصاص، وفي الثاني جُرح قليلون.

طبعاً هناك آلاف بل ملايين التعليقات التي يطلقها الأمريكيون على هذه الحوادث المثيرة للفزع والهلع والنقمة والسخط، لكن تعليقات الرئيس ترامب السريعة على حسابه في تويتر تثير الإعلام وتجعل منه صقراً مترقباً لكل حرف يغرد به الرئيس. وهكذا رُصدت كل تعليقاته، ثم جُمعت، ثم حُللت، ثم صدرت بها النتائج التي تدل على تناقضات واضحة حتى بالنسبة للأمريكي المتضرر على كل حال.

بعد حادث لاس فيغاس بخمس ساعات غرّد ترامب قائلاً: «تعازي الحارة وتعاطفي مع الضحايا والأسر المتضررة من إطلاق النار في لاس فيغاس. بارككم الرب!».

أما عقب حادثة نيويورك، وقبل أن تتضح شخصية المهاجم، فقد غرّد ترامب قائلاً: «في مدينة نيويورك، يبدو أن حادثاً هجومياً قد نفذه شخص مريض جداً ومختل، ورجال الأمن يتابعون ذلك عن قرب»، وبعدها بساعة فقط غرد قائلا: «يجب ألاّ نسمح لـ»تنظيم الدولة» بالعودة إلى بلادنا أو دخولها بعد أن هزمناهم في الشرق الأوسط، وفي كل مكان!»، ثم غردّ مرة أخرى مهدداً بإلغاء برنامج منح تأشيرات الهجرة التي تتم عبر قرعة اليانصيب، والذي يفد عن طريقه إلى الولايات المتحدة 50 ألف شخص سنوياً «ويمنحون إقامات دائمة»؛ لأن «الإرهابي» المسلم اسماً وشكلاً جاء عبر هذا البرنامج.

وأما تفاعله مع حادثة تكساس التي ذهب ضحيتها نحو 35 شخصاً، فقد كان مماثلاً لتفاعله مع الحادثة الأولى في لاس فيغاس، وكلا البطلين فيها مسيحي أبيض.

طبعاً الإرهاب مرفوض من أي كان، لكن العدل مطلوب من الرئيس، فالعبرة بالنهايات وليس بالمسميات، وكل قتل جماعي هو إرهاب كائناً من كان صاحبه فرداً أو دولة، أبيضَ أو أسودَ، مسيحيّاً أو مسلماً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store