Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسين أبو راشد

كوارث الأمطار ليست جديدة!

A A
مدينة جدة تواجه ومنذ عقود كوارث حقيقية جراء هطول الأمطار وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، تغرق شوارعها، وتتلف وتعطل مركبات قاطنيها، وتمتلئ منازل بعض سكانها ويتلف أثاثهم نتيجة تسرب مياه الأمطار والسيول داخل منازلهم، وتنقطع الكهرباء عن بعض الأحياء، ويتحمل المواطن البسيط كل الخسائر الناتجة والمترتبة على مثل هذه الكوارث وتلك الفواجع، حيث لا حول له ولا قوة، ناهيك عن خسائر القطاع الخاص وقطاع التجزئة نتيجة لغرق محلاتهم ومستودعاتهم، وما إلى ذلك من الخراب الذي يطال كذلك الجامعات والمحاكم والمستشفيات والكهرباء والطيران المدني وتتعطل معه الرحلات الجوية، إضافة إلى تلف الشوارع، وأعمدة الإنارة، وانتشار تجمعات المياه وتكاثر الحشرات والأوبئة.. وتخسر الدولة مليارات الريالات نتيجة ذلك.

والسؤال هنا: أما كان من الأولى والأجدى توفير هذه المبالغ وصرفها على تنفيذ شبكة متطورة لتصريف مياه الأمطار لمدينة جدة؟!

ستة أمناء مروا على الأمانة ولم يتم خلال توليهم رئاسة الأمانة تنفيذ مثل هذه الشبكة! وأذكر عندما ناقش الأمين الأسبق المهندس محمد سعيد فارسي مع المسؤولين بوزارة المالية اعتماد مبلغ لتنفيذ شبكة لتصريف مياه الأمطار كان جواب المسؤولين بسؤال مفاده: هل تريد منا اعتماد مبالغ مالية لتنفيذ الشبكة جراء أمطار موسمية بالكاد تهطل كل عام أو عامين على مدينة جدة؟! وتم رفض طلبه على كل حال! وعندما كتبت مقالاً بعنوان «ارحموا المواطنين من جراء هطول مياه الأمطار» ردت عليّ وزارة البلديات بأنه لا يوجد مخطط معتمد لشبكة تصريف مياه الأمطار على مستوى المملكة منذ أربعة عقود وذلك بسبب موسمية الأمطار.

وتفاءلنا خيرًا عندما صدر الأمر السامي الكريم القاضي بتشكيل لجنة وزارية للإشراف على تنفيذ مشروع درء مخاطر السيول ومياه الأمطار ليغطي مدينة جدة بأكملها؛ وأسند هذا المشروع العملاق لشركة أرامكو وتم انشاء السدود التي نجحت بفضل الله بإيقاف السيول المنقولة وما زلنا في انتظار تنفيذ شبكة تصريف مياه الأمطار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store