الكوارث والأفكار!!

اتضح لي بعد مشاهدة برامج عن مشاريع جبارة على رأسها مشروع إقامة خزان «فوروكاوا» تحت الأرض في اليابان لتفادي خطر مياه الفيضانات من نهر «فوروكاوا»، الذي تمت الموافقة عليه عام 2008، وتم إنجازه بالكامل في عام 2016، بأننا نُفكر في الوقت الضائع .. ثم تنتهي أفكارنا إلى إقامة مشاريع أقرب إلى الكوارث، تزيد من خطورة ما نريد أن نتجنبه من أخطار بدلاً من القضاء عليها لننتهي بصرف البلايين من الريالات، وخسارة مزيد من البلايين من الأموال العامة، إضافة إلى الخسائر التي يتعرض لها الناس من جراء كوارث تحدث نتيجة لتراكم الأخطار، أو سوء تنفيذ المشاريع، أو الإهمال ، سنة بعد

أخرى.

***

وكوارث فيضانات جدة ليست جديدة، فلقد تكررت مرات ومرات ونتج عنها خسائر للبلاد والعباد. ومع كل كارثة تتجدد الوعود بإقامة مشاريع تكفل عدم تكرر الكوارث مجدداً .. دون أن ترى هذه المشاريع أرض الواقع. وأمامي قصاصة من مقال قديم للكاتب الصديق ثامر الميمان -رحمه الله - كتبه قبل 39 عاماً، وبالتحديد بتاريخ 01 ربيع الثاني، 1400هـ، يقول مدخله أنه «سيبدأ قريباً العمل في مشروع تصريف مياه الأمطار في مدينة جدة ويشمل عدداً من الشوارع الرئيسية وسط مدينة جدة ويستمر العمل في هذا المشروع

لمدة ستة شهور ... وقد بلغت تكلفته حوالي 600 ميلون ريال».

***

بالطبع هذه المشاريع التي أشار إليه الميمان، وغيرها عشرات من المشاريع اعتُمدت ونُفّذ بعضها على الهواء كما يبدو، ولازال العمل قائماً ولم ولن ينتهي. فالوعود لازالت تترى وكوارث السيول والأمطار باقية

كما هي (حطة يدك!!).

ولنا عودة ..

#

نافذة

القضية التي نعاني منها في بلادنا ليست شح الأفكار والمشاريع .. ولكن شح الذمة في تنفيذ هذه الأفكار عندما تتحول إلى مشاريع !!