Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

نستطيع العيش بدون فستق ولا زعفران

أين تذهب أرباح بيع تلك المنتجات الإيرانية سوى إلى جيوب المستثمرين الإيرانيين، وبالتالي إلى دعم الاقتصاد الإيراني، لتستخدم تلك العائدات في صنع أسلحة وصواريخ توجّه إلى صدورنا وتُستخدم في سورية ولبنان والعراق واليمن على رؤوس الأشهاد؟

A A
في ظل هذه الهجمة الشرسة على دول الخليج عامة، والمملكة خاصة من قِبَل دولة الملالي، حتى وصل الأمر إلى تزويد عبيدهم في اليمن بمساعدة عبيدهم في لبنان بصواريخ باليستية وصل أحدها إلى الرياض وأُسقط ولله الحمد دون أن يحدث أي أضرار، بدا لي غريبًا جدًّا أن تغصَّ الأسواق الخليجية بالمنتجات الإيرانية على اختلاف أنواعها وخاصة الأطعمة، إضافةً إلى السجاد ومنتجات أخرى، وكم آلمني حقًّا أن أرى متاجر كاملة مخصصة لبيع المنتجات الإيرانية مثل الفستق والزعفران وكل أشكال المكسرات والشاي والأرز، وسمِّ ما شئت من محاصيل إيران، وستجده بوفرة وكثرة في تلك المتاجر التي تقع في قلب عاصمة ذلك البلد الخليجي المجاور، علمًا بأن ذلك البلد هو الأكثر تضررًا من اعتداءات إيران عليه التي لا تتوقف، وتحريضها لبعض المواطنين فيه الخائنين لعروبتهم ووطنيتهم، والموالين لولاية الفقيه قلبًا وقالبًا ولاءً أعمى، ولا يبالون إن قادهم ذلك الولاء إلى الثبور وعظائم الأمور، بل لو قادهم إلى الموت، فما انفكّوا يعيثون في ذلك البلد فسادًا، ويُفجِّرون ويقتلون ويُخرِّبون ويعبثون بالمرافق الحيوية، بما فيها مرافق النفط وسواها.

إن الحوانيت الإيرانية التي تبيع الأطعمة الإيرانية تنتشر في عاصمة ذلك البلد القديمة أكثر من أي حوانيت أخرى وطنية كانت أو هندية، والأدهى أن أصحابها وملاكها الذين يجلسون فيها ويبيعون الزبائن، جميعهم إيرانيون، ويحدثونك عن مكثهم في ذلك البلد لعشرات السنين، وترى عندهم شاشات التلفاز لا تعرض إلا القنوات الإيرانية الحاقدة التي لا تبث إلا سمومها وأحقادها على الخليج وأهله، الذي يُسمونه: الخليج الفارسي، ولا تحتاج أن تفهم الفارسية لتُدرك ما تبثه تلك القنوات الفاسدة، لأن صور الأحداث والأشخاص تجعلك تُدرك المضمون لأنها معايشة لأحداث تعيشها في اليوم نفسه.

والأمر نفسه يحدث في دولة أخرى تحتل إيران جزءًا من أرضها، وتكنُّ لها ولأهلها كل الحقد والبغضاء، ومع ذلك تنتشر فيها دكاكين بيع المنتجات الإيرانية الفاخرة بكل أصنافها وبأسعار عالية جدًّا، وكلما زُرتَها عليكَ أن تنتظر كثيرًا ليأتي دورك من كثرة المتسوقين، إضافةً إلى معارض ضخمة تبيع السجاد الإيراني الفاخرة من «نايين» و»تبريز» و»أصفهان»، وسواها، سواء اليدوي الخيالي الثمن، أو الصناعي الذي يبقى أغلى من كل الأصناف الأخرى إذا نقش عليه مكان صنعه الإيراني، وهذه الحال لا تختلف في بقية دول الخليج إن لم تكن أشد، ولا أستثني أسواقنا السعودية التي توجد بها متاجر ضخمة تبيع السجاد الإيراني التي شاهدتها قبل مدة ليست بالبعيدة، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه: أين تذهب أرباح بيع تلك المنتجات الإيرانية سوى إلى جيوب المستثمرين الإيرانيين، وبالتالي إلى دعم الاقتصاد الإيراني، لتستخدم تلك العائدات في صنع أسلحة وصواريخ توجّه إلى صدورنا وتُستخدم في سورية ولبنان والعراق واليمن على رؤوس الأشهاد؟ وكيف تصل هذه المنتجات إلينا بالرغم من تآمر إيران علينا وعدائها لنا؟.

لقد آن الأوان لأن نستغني عن الفستق والزعفران وسواهما من المنتجات الإيرانية، ونبدلها بمنتجات أخرى، وهي كثيرة ولله الحمد، لنُجفِّف منابعها، ولا نحقرنّ حرمان اقتصادها ولو من قرشٍ واحد يعود إليها من أسواقنا الخليجية، وسيهزّ ذلك اقتصادها بحول الله وقوته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store