Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

تخصصي جدة: الكل ينتظر التوسعة

وترقب كثير من المتابعين أن يكون هذا المشروع الصحي "الحُلم" قد رأى النور، وأصبح حقيقة واقعة تملأ السمع والبصر وتفرج هم المسجلين في قوائم الانتظار الطويلة لإجراء عملية أو مراجعة عيادة أو غسيل كلية، بعد أن ضاقت إمكانيات المستشفى الحالي عن استيعاب هذه الأعداد الهائلة من المرضى، انتهى العام ووقف المشروع عند اكتمال (هياكل) أبراج المستشفى كاملة، دون أن يبدأ (التشطيب) وهو الأهم والأكثر كلفة

A A
مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث بجدة مقصد كل مَن يُعانون من أمراض مستعصية، كالأورام وأمراض الكلى، إضافةً إلى الأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة وسواها، وتمتد خدماته لتشمل كل مدن المنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية وربما سواها من المناطق، حتى أصبح المستشفى بمثابة الرئة التي يتنفس بها آلاف المرضى، ويستغنون عن السفر للخارج للعلاج الذي بات مكلفًا جدًّا في ظل الظروف المعيشية الدقيقة التي يعيشها المواطن حاليًا، وما يزيد هذا المستشفى أهمية في الوقت الحاضر بداية مرحلة تطويرية جديدة فيه هي مرحلة زراعة الأعضاء البشرية على اختلافها، وهي نقلة نوعية كبيرة تزيد من أهمية المستشفى الذي يسعى القائمون عليه للنهوض بخدماته نوعًا وكيفًا على الدوام، وفي مقدمتهم سعادة الدكتور طارق بن عبدالله لنجاوي، المدير العام التنفيذي، وكنا قد عشنا كما عاش سوانا من المرضى المستفيدين من خدمات المستشفى بلبالًا كبيرًا قبل سنوات مضت، حين لم تكن للمستشفى ميزانية محددة، ولم يكن وقتها تابعًا لوزارة الصحة - كما أذكر - ولا يتبع مع تخصصي الرياض لمنظومة واحدة. وترددت شائعات قوية وقتها بأن المستشفى قد يغلق أبوابه، وينقطع بالتالي خير عميم يفيد منه جمهور عريض من المرضى دون وجود البديل، حتى جاء الفرج بعد قلق شديد، وتحديدًا عام 1429هـ حين أصبح المستشفى تابعًا لوزارة الصحة بواقع فرعين أحدهما في الرياض والآخر في جدة، فاستقر الوضع وازداد عطاء المستشفى الذي عيّن الكثير من الكفاءات السعودية وغير السعودية، وازدادت تبعًا لذلك أعداد المرضى من المنطقتين ومناطق أخرى، ولم يعد المستشفى قادرًا على استيعاب المزيد منهم، سواء في العيادات أو في التنويم، حتى أصبحت المواعيد تعطى لستة أشهر أو سنة قادمة؛ ما أثر بالطبع على فاعلية العلاج، دون أن تُنحى اللائمة في ذلك على المستشفى لضيق الحيز، ومحدودية الأسرّة، ولاحت بشائر الفرح في 31/12/2012م حين خصصت قطعة أرض مساحتها مليونا متر مربع، بالقرب من استاد الجوهرة بجدة؛ لتقام عليها توسعة هائلة للمستشفى، وبدأ العمل بعد التوقيع مع شركة منفذة، على أن ينتهي المشروع في ثلاث سنوات، ويُسلَّم المشروع في نهاية عام 2017م بكل مرافقه الطبية والإدارية والفنية واللوجستية والإسكان، ويشمل ذلك «المركز الطبي لأمراض القلب والمخ والأعصاب، والجراحة العامة والباطنة، مع مركز للأورام، والعيادات الخارجية، ومركز الأبحاث والشؤون الأكاديمية والتدريب، ومبنى الخدمات المساندة»، إضافة إلى مرافق عدة لا يتسع المقام لذكرها، وما يجدر ذكره أن هذه (المدينة الطبية) المتكاملة توفر ما يقرب من ألف ومائة سرير تتوزع بين التنويم وجراحات اليوم الواحد والعيادات الخارجية، إضافةً إلى 10 وحدات للمناظير و12 غرفة عمليات لجراحة اليوم الواحد، و50 وحدة لغسيل الكلى، إضافةً إلى مركز لطب الأسنان والقائمة تطول وتطول.
والآن وقد انتهى عام 2017م، وتوقع كثير من المرضى، وترقب كثير من المتابعين أن يكون هذا المشروع الصحي «الحُلم» قد رأى النور وأصبح حقيقة واقعة تملأ السمع والبصر، وتفرّج همّ المسجلين في قوائم الانتظار الطويلة لإجراء عملية أو مراجعة عيادة أو غسيل كلية، بعد أن ضاقت إمكانيات المستشفى الحالي عن استيعاب هذه الأعداد الهائلة من المرضى، انتهى العام ووقف المشروع عند اكتمال (هياكل) أبراج المستشفى كاملة، دون أن يبدأ (التشطيب) وهو الأهم والأكثر كلفة، ومضى على هذا التوقف قرابة العام كما قرأنا وسمعنا وشاهدنا بأم أعيننا.. ولا نملك إلا أن نناشد قيادتنا الرشيدة ومن ثم وزير الصحة وجميع المسؤولين ذوي الصلة بالمشروع العملاق؛ ألا يضنوا عليه بكل الدعم المادي واللوجستي؛ ليصبح حقيقة واقعة في عهد زاهر نعيشه لا يضن فيه قائد هذه الأمة وسمو ولي عهده على هذا الشعب الوفي، بكل ما يضمن رخاءه ورغد عيشه، بتوفير أرقى الخدمات الصحية والتعليمية والخدمية، وسيكون المستشفى المرتقب إن شاء الله مفخرة جديدة لهذه البلاد الكريمة، تضاف إلى مفاخر كثيرة لا تحصى في كل المجالات.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store