Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد عمر العامودي

حديث الأربعاء

A A
بين فترةٍ وأخرى أعود إلى كتاب «حياة في الإدارة» لفقيدنا الراحل الدكتور غازي القصيبي، أقرؤه، بنفس متعة قراءتي الأولى له.. بنفس الإعجاب الذي حملته للراحل وهو يعيش بيننا.

• الكتاب، رؤى وأحداث يرويها مؤلفه من واقع تجربة عاشها في مواقع كثيرة، صور ينقلها من داخل الإدارة، التي قضى عمره يحلم بتصحيح مسارها، مات وفي نفسه شيء منها. دروس حري بكل العاملين في الإدارة ومَن هم في الطريق إليها أن يقرؤها جيدًا ويستوعبوها.

• الكتاب- وأظن أنني قد كتبت عنه في تاريخ لم يمر عليه وقت- سيرة حياة أو جزء منها لشخصيةٍ جميلة، أحبها الناس.. إنسانًا وشاعرًا وكاتبًا ومسؤولًا ومواطنًا.

• الكتاب ينقل صوراً لعالم الإدارة عندنا، الغارق لشوشته في روتين قاتل، وعقلية لم يطرأ عليها جديد، لم يُغيِّرها الزمن ولا الكمبيوتر وتطور وسائل الاتصال وهاكم مثال، لما يقول.. يروي أنه في الأسبوع الأول على تسلّمه العمل في وزارة الصحة، وجد على مكتبه برقية جاهزة للتوقيع، موجَّهة لملك البلاد، تتحدَّث عن أمر ملكي بعلاج مواطن في عينه اليسرى، تبيّن عند تنفيذ الأمر أن العلّة في عينه اليمنى وليست اليسرى. يقول الدكتور، لم أُوقِّع على البرقية، وكتبتُ للجهة المعنية، عالجوا عينه اليمنى أو اليسرى أو كليهما إذا اقتضى الأمر. أليست هذه الصورة ومثلها كثير تجدها في معظم إداراتنا، تعكس تخلفًا إداريًا نعيشه، يثير الحفيظة. ويأخذ من وقت الحاكم، ووقت الوزير، ووقت الجهاز البيروقراطي العتيد؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store