Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

لماذا اللّماذا؟

القافلة تسير

A A
* كنتُ أقرأ في كتابِ أجمل قصّة في تاريخِ الفلسفةِ من تأليف الفرنسيّ لوك فيري بالتعاون مع كلود كبلياي، وفيري يعتبر أحد الفلاسفة الجدد فهو من مواليد 1952م وقد شغل منصب وزير التربية والتعليم في فرنسا ما بين عامي 2002-2004 وله مؤلفات فكريّة عديدة.

* أقول: كنت أقرأ في الكتابِ الذي نشرتهُ دار التنوير للطباعة والنشر فاستوقفني حديثهُ حول إذا كان باستطاعتنا تبرير أغلب اختياراتنا وتفسير كيف يجرّ هذا إلى ذاك وكيف أننا نشعر بالحرج الشديد حالما نعيد سؤال «لماذا» لأن كل جواب حسب قوله يجر فورًا إلى «لماذا» جديدة كما نرى ذلك عند الأطفال الذين يتساءلون بلا انقطاع عن «لماذا اللماذا»؟

* أعتقد أنَ ليس بالمستطاع في كل الأحوال الإجابة بكل وضوح وصدق عن بعض أسئلة «اللماذا» لحراجة السؤال ربما أو وقت ومناسبة طرحه، وأكثر أسئلة اللماذا حَرَجا حين يسأل الطفل عمن رحلوا عن الدنيا: لماذا ماتوا، ولماذا لا يعودون مرّة أُخرى؟ أو لماذا لا نرى الله؟ ولماذا لا أرى حين أُغمض عيناي؟ لماذا لا تضحك قطّتنا؟ الى آخر تلك الأسئلة.

* المُشكلة الحقيقيّة في هذا الشأن أن يُساء فهم السؤال لأنه لم يُطرح بالصيغة الصحيحة ولا بالترابط المنطقي وهو ما يحدث في بعض الأحيان أثناء عقد المؤتمرات الصحفية مع كبار الساسة والشخصيات المهمّة مما يُسبب حرجًا للسائل والمسؤول، وقد يتسبب هذا اللبس في مآزق واضطراب في العلاقات بين الدول مما يتطلب استدعاء السفراء للاستنكار كخطوة أولى وربما يتبعها سحبهم، وبالتالي قطع العلاقات الدبلوماسية، لهذا تحرص المؤسسات الإعلامية المحترمة على إيفاد مراسلين حُصفاء، بل وخبراء في الشأن الذي يُعقد من أجله المؤتمر الصحفي.

* إن «لماذا» الصغار تجرّ وراءها «لماذات» متتابعة إذا كانت الأجوبة غير مكتملة أو مُراوغة «حسب فيري» وهو ما يُسبب الحرج المتزايد للمُجيب، ولا يجد كاتب هذه السطور في ذهنه الآن طريقة مُثلى أنصح بها للتخلّص من هذا الحرج فقد تعرّضت كغيري من الآباء لوابل من اللماذات لم أستطع حينها الاّ اللجوء لتعليلات مطوّله ومخارج متباعدة لعلها تصرف ذهن الصغير/الصغيرة عن الموضوع وينسى حكاية لماذا.

* أختم بالتذكير أن عقول الصغار كالصفحة البيضاء يُنقش عليها أجوبة الوالدين عن كل لماذا تُطرح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store