أزيحوا الغشاوة

يا معشر المسلمين، أزيحوا الغشاوة من أمام أعينكم حتى تروا الحقيقة أمامكم.. بعد الغزو الإسلامي لأوروبا والمشرق قبل بضع قرون، كان لا بد لتلك الدول والشعوب أن تتحرك لوقف الغزو من جانب والتأكد ألا يكون للمسلمين شأن يسمح لهم بتكرار ما حدث، وما يحدث من غزو اقتصادي أو فكري أو سياسي هو لتحقيق هذا الهدف.

ازدهرت مصر في الأربعة عقود الأولى من القرن التاسع عشر لدرجة لافتة في التعليم والاقتصاد والعمران وغيره فحِيكَت المؤامرات تلو المؤامرات لإسقاط النظام الملكي آنذاك وتم لهم ما أرادوا ولم تسترد مصر (أم الدنيا) عافيتها إلى اليوم.

شيء مماثل وقع لإيران في العهد الملكي وانتهى الأمر إلى ما نراه اليوم من خراب وكلهم في إيران يتمنون عودة تلك الأيام المزدهرة في بلادهم.

بغداد العراق عاصمة الخلافة الإسلامية والتي ازدهرت فيها الحياة وازدادت مواردها المالية مما استدعى الأردن في عام 1937 طلب الاندماج إليها، وكذلك طلب الكويت عام 1939 الانضمام للعراق للاستفادة من مؤسساته الخدمية والمياه الصالحة للشرب ونظامي التعليم والصحة.

يُروى أنه قد بلغ حجم الديون المترتبة على ذمة بريطانيا 50 مليون دولار الأمر الذي جعل العراق تستدعي السفير البريطاني في العراق وطالبته بضرورة سداد الديون فوراً، حتى الصادرات العراقية من القمح لإيطاليا وإنجلترا وفرنسا بلغت 3 ملايين طن آنذاك.

في عام 1971 بلغ عدد السياح العراقيين إلى أوروبا ولبنان 70 ألفًا مقارنة بعدد السكان آنذاك والبالغ 9 ملايين نسمة. وفي عام 1977 أكدت اليونيسكو أن التعليم في العراق يوازي قرينه في الدول الإسكندنافية وأن الطالب العراقي هو أكثر الطلبة قبولاً في الجامعات العالمية من دول العالم الثالث ودعت اليونيسكو العالم إلى أن يحذو حذو العراق.

في عام 1978 بلغ مستوى الدخل الفردي في العراق 7 آلاف دولار سنوياً وهو الثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وحينها قررت الصهيونية العالمية السرية وضع حد للعراق الذي أصبح قوة متنامية في الشرق ويمثل خطراً، حينها وضعت الخطط الفعلية لتدمير العراق رويداً رويداً وبدء تنفيذ الخطة عام 1980 حين أدخلوا العراق في حرب عبثية مع إيران أضعفت الطرفين وبدأ العراق في الانهيار حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم.

إن ازدهار الخليج في السنوات الماضية لا يريح الصهيونية العالمية أو حكومة العالم الخفية فتسعى لإضعاف الخليج واستنزاف موارده وجعله غير مستقر، ولا يواجه هذا الكيد العظيم إلا الفكر المستنير والتدبر الحكيم والاستفادة من دروس الماضي وتعزيز التلاحم ونشر الوسطية ونبذ الخلافات وأمور أخرى لا تخفى وفي طليعتها الحفاظ على قوة التماسك الداخلي للشعوب وطلب المدد والعون الإلهي.