Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

منتجات مغشوشة.. لا تظلموا الصين!

تلك المنتجات الرديئة والمزيفة لها أضرارها الاقتصادية التي تضْرب أموال المستهلكين في مَقتَل، والتي نتيجتها إهدار المليارات سنوياً، ولكن ما هو أشَد وأقسى ما قد يترتب على استخدمها من خطورة على سلامة الإنسان وصِحْتِه!

A A
* قبل أيام تناقلت (وسائل إعلامنا المحلية) خَبَر اصطياد إحدى الفِرَق التّفْتِيْشِيّة التابعة لوزارة التجارة والاستثمار لـ (مستودع في محافظة جدّة)، كان يحتضن أكثر من (100 ألف منتج مغشوش) لِمُلْحَقَات الهواتف المحمولة كـ (السّمَاعات، والشّواحِن والبطاريات)، حيث كانت تحمل ما يُشير إلى أنها تنتسب لِمَاركَات عالمية أصلية، بينما هي مُزورة ومغشوشَة...)!!

* يا جماعَة هذا العَدد من تلك المُنْتَجَات المغشوشَة قُبِضَ عليها في جَولة تفقّديّة واحدة، وفي مستودع واحد، فمَاذا عن غَيره ممن غاب عن العيون في مختلف المناطق والمحافظات، وتسَرَّبَتْ محتوياته لأسواقنا؟!

* وهنا الدولة -أعزها الله- تُنْفِق الميزانيات الضّخمة في دعم الموانئ والحدود بالكوادر البشرية وبالأدوات الحديثة التي تُمكِّنها من القيام بواجباتها في حماية الوطن والمواطن من أية تجاوزات، أو تَدَفّقٍ للسِلع المغشوشة؟ فكيف أمكن دخول مثل تلك الكميات الكبيرة جداً من البضائع المزوّرة؟! وأين نتائج الكَشَف عليها للتأكد من جَودتها وسلامتها وموافقتها للمواصفات والمقاييس قبل الترخيص لها؟! ولماذا لا يُحاسب مَن سَمَحَ بها أو رَخّص لها؛ فيُعاقَب ويُشَهّر به؟!

* تلك المنتجات الرديئة والمزيفة لها أضرارها الاقتصادية التي تضْرب أموال المستهلكين في مَقتَل، والتي نتيجتها إهدار المليارات سنوياً، ولكن ما هو أشَد وأقسى ما قد يترتب على استخدامها من خطورة على سلامة الإنسان وصِحْتِه!

* وصَدقوني الحملات التفتيشية -مع التقدير لاجتهاد فِرَقِهَا- لن تستطيع الحَدّ من أمواج السِّلع المزورة والرديئة التي تعْصِف بأسواقنا صباحَ مساءَ؛ فالمعالجة الحازمة لتلك الظاهرة إنما تكون بالسيطرة على المَنْبَع، وذلك بالحرص على جَودة الواردات وهي في بلدان تصنيعها، وذلك بالتعاون مع السَّفَارَات السعودية عبر لجان متخصصة فيها، ومن ثَمّ الفحص الأمين لها في مُوَانِئِنَا قبل فَسْحِهَا.

* أخيراً أرجوكم لا تظلموا (دولة الصّين) بما أن أكثر المنتجات الرديئة والمقَلّدة تأتي منها؛ ولكن لُوْمُوا بعض تجارنا وحاسبوهم على جَشَعِهم وفَسادهم؛ فهذا أحد الوسطاء التجاريين يؤكد في تصريح نقلته «صحيفة الرياض في عددها رقم 16157»: (بأنّ المنتجات الصينية متفوقة؛ ولكن ما يُصَدَّرُ منها للمنطقة العربية من بضائع سيئة؛ إنما هو بسبب تأثير التجار العرب، خاصة السعوديين الذين يُصرّون على الصناعات الرديئة بسعر منخفض؛ من أجل تحصيل أرباح كبيرة عند بيعها في بَلَدهِم!).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store