Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ماتوا بالسكتة الصحية والانتخابية!

ضمير متكلم

A A
* في (دَولة مَا) تَزعم ممارسة الديمقراطية وثقافة الانتخابات، والاستماع لـرأي الـشَّعْـب، كان هناك تَصْوِيـتٌ على استمرار (الرئيس أو الزعيم) لفترة أخـرى، ولأنّ الجميع لابد أن يقولَ له: (نَعَم) بأية وسيلة أو طريقة حتى يكون فَوزه كاسِحَاً وبِـنَسـبَة تتجاوز (99،99%)، أُعْـلن عن رفْع إحدى الـقَـرى بَـقَـضّهَـا وقَـضِيْـضِهَـا لِـراية (نَعَـم للزعيم)، وكان عَدد المُصَوِّتِـيْن فيها (15 ألف إنسان)!!.

* انتهـت الحفلة، وفاز الرئيس بولاية جديدة، وبعد ستة أشهر كان هناك تِـعْداد سُـكّانِـي وطني، جاء فيه وبالوثائق بأن مجموع مَـن في تلك القرية من البشر لا يصل لـ(5000 نسمة)؛ ولا تسألوا عن بقية الأهالي الذين كانوا أيام التّصْوِيْت فـيبدو أنهم ماتوا بعده بـ(الـسّكْـتَة الانتخابية)!.

* هذه الحكاية السّاخِرة تـذكرتها والقائمون على (مؤتمر واقع القوى العاملة الصحيّـة السعودية خلال السنوات العشر المقبلة) الذي اُخْتُـتِم قبل أيام في الرياض يُوْصُـونَ- وبحسب ما نشرته صحيفة الوطن الخميس الماضي- بعـدم افتتاح كليات حكومية أو أهلية للطِّــب «بَـشَـرِي وأسنان وصيدلة» حتى العام 2030م، وكذا إيقاف الابتعاث في مرحلة البكالوريوس في تلك التخصصات؛ مؤكدين بأنّ سبب تلك التوصية زيادة أعداد المتخرجين فيها عن حاجة سُـوق العمل المحلي!.

* وهنا نحن أمام فَـرَضِيّـتَـيْن إحداهما: أن الأعزاء في ذلك المؤتمر يعيشون في غير (وَطَنِـنَا) فـلا يرون ما نَراه من أمواج الأطباء والصيادلة من أشقائنا الوافدين الذين يسكنون مستشفياتنا ومراكزنا الطبية وصيدلياتنا الحكومية منها والأهلية، حتى أن البحث عن سِــعُــودِي بينهم يحتاج إلى مِــجْــهَــر!.

* الفَـرضِـيّة الأخـرى تقول: بأن المشاركين في ذاك المؤتمر يِـجِيْـبُـون العِـلْم؛ وفِـعْـلاً أعداد الخريجين مِـن أبنائنا وبناتنا في تلك المجالات الصحِـيّة كبيرة جداً، ولكنهم يختفون أو يموتون فجأة قبل وصولهم لسوق العمل، كما اختفى قاطنو الـقَـرْيَة في تلك الحكاية!.

* أخيراً إعلان وزارة الصِحّة عن حاجتها لأكثر من (22 ألف وظيفة طبيب أخصائي واستشاري للسعوديين في مختلف المناطق والمحافظات)، وهـو الإعـلان الذي تـزامن مع فعاليات ذلك المؤتمر، يُـؤكد بأن طائفة كبيرة من مؤتمراتنا العلمية بعيدة تماماً عن الواقع ونبض المجتمع، وإقامتها إنما هـي للبحث عن البهرجة والحضور الإعلامي فقط؛ وبالتالي فمخرجاتها غير موثوقة والمشاركون فيها آخِر مَـن يَـعـلَم، وتوصياتها تغرد خارج سَـرِب الحقيقة، وتبقى للأوراق حَـبِـيْـسَة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store