Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

الحوار الوطني وتحول الرؤية

أمام هذه المبشرات لا يملك المواطن إلا أن يتفاءل وينتظر بشغف قادمَ الأيام وهي تحمل له نجاحات متتالية في ظل (التشكيل الجديد) لأمناء المركز الذين لا يغيب عن فهمهم أن قَصْرَهم الحوار داخل جدران المركز أو بدائله المتنقلة وعلى فئة محدودة أو مكررة فهذا يعني أن غاياته لن تتجاوز الثلة المتحاورة ذاتها

A A
بين السماء والأرض، وفي رحلة العودة من معرِض الرياض الدولي للكتاب بعد الاستضافة المشكورة من وزارة الثقافة والإعلام، وأنا أشاهد من علوٍّ أديم الوطن شرعت في كتابة هذا المقال عن مساء مختلف من مساءات الرياض، وتحديدًا في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. تبدأ القصة من أحد ممرات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام حاليًّا في العاصمة الرياض، هناك التقيتُ -مساء الخميس الماضي- بالدكتور عبدالعزيز السبيِّل الرئيس الجديد لمجلس الأمناء لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وكان في حديث مع الأستاذ بسَّام كردي مدير المركز الثقافي العربي. هنَّأتُ سعادته بثقة ولي الأمر، ورجوت له وزملائه أمناء المركز التوفيق، وأن يظهر المركز في عهده بصورة أكثر فاعليةً وشفافيةً، فأكد أن المركز سينحو منحى يتناسب مع طبيعة المرحلة، مشددًا على ضرورة مشاركة الجميع بالرأي والمشورة، ثم أثنى خيرًا على القنفذة ولجنتها الثقافية عندما أسعدنا بزيارته لها قبل سنوات. في اليوم التالي (مساء الجمعة) نظَّم المركز لقاءً أدبيًّا تضمن أمسية شعرية لنخبة من الشعراء البارزِين (الصحيح، السفياني، السبهان، صميلي) بمقر المركز بالشراكة مع موسوعة أدب العالمية، وكان يهدف من اللقاء أن يكون خطوة أولى لما يليه من لقاءات وشراكات وتواصل مع المجتمع، ويهدف كذلك للضرب على أوتار الحس الوطني من بوابة الشعر، ويتغيَّا الإعلان عن تحول جديد في رؤية المركز يستكمل من خلاله مسيرته في سبيل تحقيق المصالح الوطنية العليا. قبيل اللقاء بوقت مبكر كان أمين المركز الدكتور عبدالله الفوزان حاضرًا، وخلال تلك الفترة وفي لحظات تجلٍّ صادقة بث سعادته لي ولرفيقِي المؤرخ عبدالهادي بن مجنِّي شيئًا مما يشغله وزملاءه، فذكر بأن المرحلة الحالية تتطلب زيادة الحرص على تماسك اللُّحمة الوطنية، وضرورة اليقظة التامة للمتربصِين بالوطن وأبنائه، مؤكدًا أن أي وطن أو مجتمع أو أسرة جميعهم ذوو توجهات متباينة، حتى الفرد نفسه ذو توجهات متباينة وهو ما يعني ضرورة القبول بالمختلف واحترامه، مع التأكيد على التمسك بالمشترَكات، وبيَّن أن المركز سيعمل على توسيع نشاطاته وإخراجها إلى الواقع، داعيًا الجميع للمشاركة بآرائهم واقتراحاتهم، مشِيدًا بالشباب السعودي الذي كشف عوار أعتى المنظومات الإعلامية وجعلها تدخل مرحلة الهذيان. ثم بدأ اللقاء -بحضور كثيف من شرائح وأطياف مجتمعية متعددة ذات تباين فكري وتنوع جغرافي- بكلمات لكل من الدكتور الفوزان، والدكتور محمد السيد نائب أكاديمية الحوار للتدريب التابعة للمركز، والدكتور عبدالله السفياني المدير العام للموسوعة العالمية (أدب)، والدكتور عبدالله الوشمي أمين مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية، واستُكمل بالأمسية الشعرية التي جعلت الوطن محورًا رئيسًا لها. أمام هذه المبشرات لا يملك المواطن إلا أن يتفاءل وينتظر بشغف قادمَ الأيام وهي تحمل له نجاحات متتالية في ظل (التشكيل الجديد) لأمناء المركز الذين لا يغيب عن فهمهم أن قَصْرَهم الحوار داخل جدران المركز أو بدائله المتنقلة وعلى فئة محدودة أو مكررة فهذا يعني أن غاياته لن تتجاوز الثلة المتحاورة ذاتها، ولذا ينبغي الخروج بالحوار إلى المجتمع بأطيافه المتعددة، مع الاهتمام بتنوع برامج المركز، وضرورة قبول أمنائه -أولاً- بالرأي الناصح والنقد الهادف، والالتفات إلى مسببات الخلاف والعمل على نزعها من المؤسسات التعليمية والإعلامية (رسمية وأهلية) والمنبرية (مذهبية وثقافية) والرياضية؛ لتمضي سفينة الوطن بكل أمن ومحبة وسلام.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store