Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الدواء الفنلندي..؟!

A A
هناك مثل شعبي يقول: «على قد لحافك.. مُد رجولك»..

هذا المثل قد يُفسر لنا خبراً نُشر أخيراً بالحكم على ️‏ممثل بريطاني بدفع غرامة قدرها 86 ألف جنيه بسبب حادثة ارتكبها وهو مخمور، وهي تعتبر أعلى غرامة من نوعها في تاريخ بريطانيا.

****

قد يسأل أحدنا: كيف يمكن أن تبلغ قيمة مخالفة سير هذا القدر الكبير الذي يتجاوز الحد المعقول لأي مخالفة مرورية مُحتملة؟.

والإجابة نجدها في أن منطق الغرامة على المخالف هو أن تكون رادعة له بحيث تحقق أثرها المطلوب.. وهو ردع المخالف. لذا فإن الربط بين تقدير الغرامة وبين دخل الفرد وثرائه يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة بين المخالفين من حيث درجة الألم المترتبة على تلك العقوبة.. وهو ما يحقق الردع المطلوب. فليس من العدل، وفق هذا النهج، المساواة في الغرامة بين شخص مُعدم وآخر بالغ الثراء.

****

المثل الواضح لهذا النوع، أو هذه الطريقة من المخالفات نجده في فنلندا حيث تحدد الغرامة المرورية على أساس مستوى دخل الفرد. فإذا ارتكب شخصان بمركبتيهما مخالفةً ما، فإن الغرامة المالية لن تكون واحدة بل إن مستوى دخل مرتكب المخالفة يكون هو الفيصل في تحديد قدر الغرامة، كما يعتبر زمن وقوع المخالفة معياراً مهماً في احتساب قيمة المخالفة.

****

الملاحظ أنه رغم ارتفاع قيمة المخالفات المرورية عندنا إلا أنها محدودة الأثر في ضبط الشارع المروري والحد من الحوادث الكارثية. وما نريده من «ساهر» أن يهتم ويسهر على أرواحنا أكثر من اهتمامه وسهره على جيوبنا .. فهل تكون الطريقة الفنلندية هي السبيل لتخفيف الكوارث في الشارع المروري السعودي؟.

#نافذة:

بدك تعرف عيبه دير إيدك على جيبه.

مثلٌ فلسطيني

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store