#السعودية_أولاً

هناك مُعادلة سياسية كتبت عنها منذ سنوات طويلة في مقال قديم، أضعها دائماً فوق كل اعتبارات أخرى في تعاملنا مع القضايا العربية والإسلامية والدولية وتتلخص في التالي:

«أن تتعامل المملكة مع قضاياها ومصالحها الداخلية والخارجية وكأن ليس هناك قضايا أخرى غيرها، وأن تتعامل مع غير ذلك من القضايا (عربية وإسلامية.. ودولية)، وكأن ليس هناك قضايا محلية».

***

التفسير العملي لهذه المعادلة عكَسه «هاشتاق» أُطلق حديثاً تحت اسم #السعودية_أولاً.. وهو ما معناه:

#السعودية_أولاً: أن تكون جبهتنا الداخلية متماسكة يكون كل فرد منا فيها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له كافة الأعضاء بالحُمى والسهر. نأخذ معناها من الحديث النبوي الذي شبه فيه النبي- صلى الله عليه وسلم- المؤمنين بالجسد الواحد، ووجه التشبيه هنا هو التوافق في التعب والراحة وتداعي بعضه بعضاً إلى المشاركة في كل ما يلم به.

#السعودية_أولاً: أن ننبذ أي دعوة للتفريق بين فئات الشعب، أو محاولة تصنيفهم على أساس قبلي أو فئوي أو مذهبي فالكل بالنسبة للوطن سواء لا فرق فيه بين مواطن ومواطن إلا بمقدار حبه وإخلاصه للأرض والتراب.

#السعودية_أولاً : تعني السعوديين أولى بالرعاية .. المواطن السعودي أولاً، ويأتي بعده غيره مع إبقاء كامل التقدير والاحترام لجميع من يقيم على هذه الأرض، لهم كل الحقوق ضيوفاً مكانهم القلب.

#السعودية_أولاً: ليس توجهاً نحو عصبية أو عنصرية أو تعصب وطني، ولكن اتجاه لبناء النفس، فقوتك الذاتية هي الأساس كي يكون لك دور يتجاوز محيطك.. فلا يمكن الالتزام مع الغير قبل الالتزام مع النفس، وتطوير الإمكانات والقدرات الذاتية التي تتمكن بعدها أن يكون لك القدرة للتصدي لتحديات خارج حدودك، فبناء إمكانياتنا هو إضافة لبناء الإمكانيات العربية والإسلامية لمواجهة تحديات المستقبل.

وأخيراً.. #السعودية_أولاً، كما أراها بلورها الرئيس/ الشاعر ليوبولد سنغور في مصطلح «الخصوصية الزنجية» التي تحتفظ بالتميز كأفريقي أسود عن بقية الشعوب والقارات، دون أن تنعزل عن العالم، أو تكون بعيداً عن العصر.

#نافذة:

[وُلِدتُ أسودَ اللونِ،

كبُرتُ أسودَ اللونِ،

أجلسُ في الشمسِ، أسودَ اللونِ،

يَنْتابُني خوفٌ، أسودَ اللونِ،

وحين أموتُ،

أموتُ أسودَ اللونِ.]

ليوبولد سيدار سَنغور