فقط في شوارع المدن العتيقة حواريها وأزقتها الضيقة البسيطة تشم رائحة الماضي وتلمح بذاكرتك قبل عينيك أطلال ماضٍ كان هنا حاضرًا بكل تفاصيله وناسه البسطاء وثقافتهم.. عاداتهم.. تقاليدهم.. كل ذلك الإرث يشكل حقبة زمنية أثرت الحياة بوجودها المختلف في كل تفاصيله فالمشاركة في ذلك الزمن لم تكن تختصر على مشاركة المكان بل في كل شيء.. الفرح، الحزن، الفقر، الغنى، الشبع، الجوع.. مشاركة في كل جوانب الحياة الانسانية بالدرجة الأولى والمادية في ذات الوقت لذلك كانت حكايات ذلك الماضي في تلك المدن العتيقة حكايات أشبه بالأساطير تجد متعة بمجرد أن تستعيد بعضاً منها عبر أحد المعاصرين لها تشعر بأنها تمثل بوابة الزمن التي تعيدك إلى عراقة وبساطة الإنسان في فترة زمنية طغت عليها المشاعر الإنسانية وإحساس الآخرين ببعضهم البعض مما شكل حالة استثنائية لحقبة زمن لن تعود، شكلتها تلك المدن العتيقة من خلال من احتضنتهم بين جدرانها التي لم يتبق منها سوى أطلال تعيش في ذاكرة البعض منا والبعض تسكنه حكايات عن ماضٍ كان هنا ذات يوم ورحل بناسه وطيبتهم وبساطة حياتهم.
* آخر كلام: عندما ينسلخ الحاضر عن الماضي يصبح بلا هوية.. مجرد شيء آخر!!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
