Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الزُنبُقة السوداءُ؟!

A A
هناك زهرة تعتبر من أندر وأغلى الزهور تُسمى «الزنبقة السوداء». والزنابق عامة زهور نادرة ولها رائحة زكية وألوان غريبة والأغرب بينها اللون الأسود الذي يتدرج من اللون القرمزي فالبنفسجي والأزرق ثم الأسود ونادر جداً الحصول على اللون الأسود الغامق إلا في فصول معينة وتحت ظروف دقيقة جداً. للزنابق السوداء صيت كبير فى عالم الأدب ومن أشهر الروايات التى تتحدث عنها «الزنبقة السوداء»للكاتب أكسندر دوماس.

***

والواقع أنني لا أتحدث هنا عن الزنابق أو الورود السوداء أو غيرها من الزهور، وإنما أتساءل: إذا كان للزنبقة السوداء هذه الندرة، وهذا الجمال، فهل يمكن أن يكون الثوب أو الفستان الأسود، أو حتى اللون الأسود عامة، مؤشراً على الاحتفاء بالفرح؟ وهو سؤال يأخذني لقصة رواها معالي الصديق الكريم الدكتور عبدالله بن عمر نصيف أحد الشخصيات الإسلامية البارزة في مجتمعنا، ونائب رئيس مجلس الشورى الأسبق. يحكي د. نصيف أنه في إحدى زياراته لدولة أفريقية أراد أحد الدعاة المسلمين الأفارقة الاحتفاء به وتكريمه فقال للحضور: د. عبدالله نصيف قد يكون أبيض البشرة.. لكن قلبه أسود!!

***

كان الداعية الأفريقي يعني بالطبع أن قلب د. نصيف يضم داخله المسلمين السود في تلك الدولة الأفريقية، لذا فهو ممتلئ بالسواد. فالسواد هنا، كما في سواد قلب د. نصيف، وسواد بشرة كثير من المسلمين الأفارقة، يحمل المحبة ويعكس قلوباً تحمل الإيمان بالله بعيداً عن أي زيف وادعاء .. فهي قلوب تحمل الرجاء في التقرب من الله سبحانه وتعالى والفوز بوعده الحق في جنات الفردوس الأعلى.

ويظل سؤالنا: هل السواد مؤشر على الفرح؟! وإلا لماذا عمدت إحدى السيدات على الاحتفال بطلاقها بارتداء ثوب فرح أسود.. وعمل تورتة سوداء؟!



#نافذة:

الجمال هو دوماً في عيون المُحب.. وقلبه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store