Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

أمانة جدة.. والتميز البيئي

ولتحفيز الاهتمام بالبيئة التي تحقق الرفاه والدعة للمواطن والمقيم على حد سواء، خُصص فرع مهم من فروع جائزة مكة للتميز، للتميز البيئي، وفازت به بكل الجدارة والاستحقاق: أمانة محافظة جدة عن مشروعها المتميز: الواجهة البحرية بجدة، الذي يعد كما صرح به معالي الأستاذ الدكتور هاني بن محمد أبوراس "نقلة نوعية في المجال البيئي والهندسي والمعماري للواجهات البحرية على المستوى العالمي"

A A
كما يحافظ الإنسان على البيئة، فإن البيئة تحافظ على الإنسان، لذا فإن الإنسان حين يحافظ على بيئته فإنما يحافظ على نفسه، والعكس صحيح. وتسعى كل المجتمعات المتحضرة اليوم إلى توفير بيئات صالحة لعيش الإنسان توفر له كل سبل الراحة والطمأنينة وتقدم له كل ما يحتاجه من محيط صحي، ووسط نظيف، وخدمات راقية، ومتنفس رحب، وتتنافس الدول فيما بينها في ذلك أيما تنافس لتجذب الزائرين من خارجها وتريح سكانها من داخلها.

وهذا المسعى الحضاري المتقدم، قطعت فيه مملكتنا الحبيبة شوطاً كبيراً حتى باتت مرافقها وخدماتها من إنجازاتها الحضارية عموماً، والبيئية خصوصاً محط أنظار العالم كله، ويشمل ذلك دول العالم الأول كما تسمى، التي ما عاد اللحاق بركبها عنا ببعيد ولله الحمد كما تدل عليه كل الوقائع والمؤشرات. ولتحفيز الاهتمام بالبيئة التي تحقق الرفاه والدعة للمواطن والمقيم على حد سواء، خُصص فرع مهم من فروع جائزة مكة للتميز، للتميز البيئي، وفازت به بكل الجدارة والاستحقاق: أمانة محافظة جدة عن مشروعها المتميز: الواجهة البحرية بجدة، الذي يعد كما صرح به معالي الأستاذ الدكتور هاني بن محمد أبوراس «نقلة نوعية في المجال البيئي والهندسي والمعماري للواجهات البحرية على المستوى العالمي»، وهو ما يؤكد ما أسلفت به من أن اللحاق بالعالم الأول لم يعد صعب المنال، وهو أحد طموحات أمير مكة الأديب الفنان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، الذي طالما حث وسعى للنهوض بالإنسان، والنهوض بالمكان سعياً للحاق بالعالم الأول. وفوز أمانة جدة بهذه الجائزة لم يأتِ من فراغ، فلغة الأرقام تبين أسس ومعايير تميز هذا المشروع الحيوي المجهز بخدمات تناسب كل الفئات الاجتماعية والعمرية، وهو ممتد من دوار النورس وصولاً إلى شارع جابر بن الحارث بطول 4500م ومساحة 730.000م2، وطاقته الاستيعابية تقدر بمائة وعشرين ألف نسمة، وهي طاقة استيعابية تزيد عن كبرى المنتجعات السياحية العالمية مثل ديزني وورلد أو سي وورلد (عالم البحار) أو يونيفرسال ستوديوز في أمريكا. وتتعدد المرافق والخدمات في هذا المشروع ما بين رياضية ومساحات للتنزه وغيرها، فبه ممشى بحري يمتد على كامل المشروع ومسار للدراجات على كامل المشروع أيضاً، إضافة إلى منطقة خاصة مجهزة بالمعدات الرياضية وكأنها (جِم) في الهواء الطلق، كما تنتشر فيه النوافير والمسطحات الخضراء والمجسمات الجمالية.

ويشهد المشروع إقبالاً متزايداً من الزائرين ليل نهار منذ افتتاحه وحتى اليوم وأدى دوراً حضارياً مهماً للغاية سوى أدواره الرياضية والترفيهية والثقافية المتعددة، هو توعية الجمهور بضرورة المحافظة على المرافق العامة تماما كما يحافظ الفرد على ممتلكاته الخاصة، بعدم التخريب أو تشويه صورة المكان بالمخلفات والمهملات، ورغم وقوع بعض الأحداث المؤسفة عند بداية الافتتاح إلا أنها اختفت تماماً ولله الحمد اليوم بفعل التوعية المستمرة من جهة، وبقوة النظام من جهة أخرى. وقُيض لي أن زرت مركز المراقبة والمتابعة في المشروع مع جمع من الزملاء الكرام في لجنة تسمية الشوارع والميادين بمحافظة جدة، وشهدنا بأم أعيننا العمل الراقي الدقيق الذي يؤديه رجال المركز من خلال شاشات تغطي كل ركن وزاوية في المشروع وترصد أي مخالفة أو أي مشكلة للتعامل معها بآليات محكمة للغاية.

وهذا المشروع الحضاري البيئي الكبير جزء من مشروعات عدة تضطلع بها أمانة محافظة جدة والعدد الكبير منها انتهى، وأصبح ملكاً للجمهور ولله الحمد، وكل من قاد سيارته من الكورنيش القديم وتابع إلى الكورنيش الجديد ووصل إلى دوّار الجمل، أو حتى تابع بعد ذلك سيرى ما مَنَّ الله به على الأمانة من التوفيق في تحقيق رؤية المملكة الجديدة في تحقيق كل سبل الراحة والطمأنينة للمواطن بقيادة الملك المفدى وسمو ولي عهده، من خلال تنفيذ هذه المشروعات الضخمة بأعلى المقاييس العالمية، ولا عجب أن تحصد الأمانة الجوائز تلو الجوائز ومن ضمنها بالطبع جائزة جدة للإبداع لعام 1439هـ في مجال الإبداع الحكومي التي قدمتها محافظة جدة.. والبقية تأتي إن شاء الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store