Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

كراسي قطر

No Image

A A
لطالما كان للكرسي رمزية، خاصة في المشهد السياسي.. فكما هي لعبة الكراسي والصافرة، فإن الدوَل تتسابق للحصول على كراسٍ في بعض المحافل.. ليست ممارسة السياسة واستخدام أدواتها للحصول على الكرسي تصرفاً غير مبرر، بل هو ممارسة الصبيانية في محافل سياسية، أو رشوة جهة لسلب أحقية تنظيم مناسبة مثل كأس العالم.. ولطالما حاولت قطر لعب دور المنبر الحر للمواطن العربي، لكن نُضج المواطن تساءل عن سر الانتقائية للحرية المزعومة، فأُسقط الكرسي المزعوم معلنًا إعدام أكذوبة.

في الحياة العامة يرفض الصغار الجلوس على كرسي الحلاق خوفًا من المقص، فيصبح وجود المرافق أمراً لا بد منه.. وفي الحياة السياسية قد يُجبُر كيان على الجلوس لتحسين شواربه رغماً عنه. حينما يكون وجود مشكلة في جزء مجاور أو قريب تسعى الدوَل لحلها والتخلص منها، وحينما يظهر تسوس في أحد الأسنان فالموعد مع كرسي طبيب الأسنان ليقتلعه إن استحال تنظيفه.

كرسي الإبعاد من أساليب علم النفس التربوي، يتم تطبيقه مع الأطفال السيئين، الذين لم تُجدِ معهم بعض أنواع العقوبات نفعاً، فِكرته أن يوضع الطفل العنيد على كرسي، وتجتمع باقي الأسرة بالقرب منه، وتمارس حياتها بشكل طبيعي شريطة ألا يتم التواصل معه -حتى البصري منه- فيسمع ما يدور ولا يتم التجاوب مع مشاركاته وكأنه غير موجود، لم أكن أعتقد بإمكانية تطبيقه في عالم السياسة قبل قمة القدس بالظهران.

كرسي الانتظار.. وما أصعبه، والأسوأ حينما يكون في محكمةٍ بانتظار حُكم، وَصف نجيب محفوظ في خان الخليلي ذلك قائلاً: «فيأسُ المتهم من النجاة لا يُهَوِنُ على نفسه وَقعَ النطق بالحكم عليه»، يتجسد ذلك التشبيه بوضع قطر بعد نطق الرئيس الأمريكي تصريحاً بتمويل الإرهاب على أعلى مستوى، ووجوب توقفها والعودة لصفوف الأمم التي تتحمل المسؤولية.. كرسي المُشاهد السياسي هو الكرسي الأمثل حينما تكون المنافسة بين الكبار والمَشاهد للصغار.. كرسي التحقيق وما فيه من (س، ج) وقد يتبعهما (ن) إلّم يكن كرسي الإعدام على كرسي الانتظار.

بالتأكيد أن هناك أنواعاً كثيرة أخرى، والأيام عِبَر لمن يعتبر، ولكن لا تعيها إلا أذنٌ واعية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store