Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

سعودة «السعوديتين»

A A
ونحن نعيش خضم رؤيتنا الطموحة 2030، التي وضعت التوطين في مختلف المؤسسات ضمن أهدافها الرئيسة، نجد أن بعض مؤسساتنا، التي تحمل في مسمَّاها اسم (السعودية)، كالخطوط «السعودية» وملحقيات التعليم «السعودية» بالخارج، لا تلتزم بتنفيذ هذا الهدف المحوري في رؤيتنا، بينما نرى في مقابل ذلك أن وزارتي الداخلية والعمل والتنمية الاجتماعية؛ تبذلان أقصى جهودهما لتنفيذه، وهو ما يتعارض مع سياسة خطوطنا الناقلة في العديد من فروعها حول العالم، وكذلك مع سياسة ملحقياتنا التعليمية في العديد من البلدان؛ حيثُ يجد المواطن؛ «المراجع» لتلكما الجهتين في كثير من البلدان حول العالم أن الشريحة العظمى من موظَّفيها هم من العمالة المتعاقد معها للعمل بداخلها، وهذا أراه يتعارض تمامًا مع سياسة دولتنا -رعاها الله- في تنفيذ خطتها الطموحة، إضافة إلى متطلبات الجانب الأمني. فعلى سبيل المثال عند مراجعة المواطن لمكاتب خطوطنا السعودية في بعض دول العالم، لا يجد إلا العمالة من تلك البلدان، وهذا يتعارض تمامًا مع سياسة أعظم بلدان العالم التي نجدها تحرص تمام الحرص على أن يكون العاملون بتلك الفروع من أبناء أوطانها.. فهل تعجز موارد تلك المؤسسة الضخمة على توطين العمالة بمكاتبها الخارجية بأبناء الوطن؟

وهل تسلك في سياستها للتوطين مسلكًا يتعارض مع سياسة الدولة؟

نأمل إعادة النظر في ذلك من قِبَل قيادات تلك المؤسسة، والتوجيه بسَعْوَدة فروع الخطوط السعودية كافة، بمختلف دول العالم بغرض احتواء الكثير من أبناء الوطن للعمل بها؛ كون حضارة الدول لا تقوم فعليًّا إلا على أكتاف أبنائها، فهل يتم ذلك؟ نتمنى أن يكون ذلك سريعًا، ونتمنى أن يتولى مجلس شورانا الموقَّر مناقشة ذلك قريبًا.

وفي جانبٍ آخر نجد أن العديد من ملحقياتنا التعليمية السعودية بالخارج تنحو ذلك المنحى؛ الذي يتعارض تمامًا مع سياسة دولتنا في تحقيق أهداف خطتها الطموحة، فمَن يُراجع تلك الملحقيات يجد الشريحة الكبرى من العاملين بها من غير أبناء الوطن، ونحنُ نعلم أنها ذات طابع أمني وطني بحت في معاملاتها كافة؛ ما يستوجب أن يكون العاملون بها من أبناء الوطن، وكم هو محزن عند مراجعة طلابنا المبتعثين في كثير من دول العالم لتلك الملحقيات، أن يجدوا مَن يتولَّى خدمتهم ويتحكَّم في مسيرتهم العلمية والإدارية من غير أبناء الوطن، خاصة عندما يعودون إلى بلادهم، وهم مُثقلون بالعلم والمهارة، فلا يجدون لهم الوظيفة التي تحتويهم في وطنهم، بينما يجدون غيرهم من أبناء الدول الأخرى ينعمون بتلك المميزات، وهم مَن كان يُسيِّر دفّة دراستهم، فهذا بلا شك يدعونا إلى المناداة بسرعة سعودة موظفي تلك الملحقيات، كما هو حال المناداة بسعودة العاملين كافة بفروع الخطوط السعودية في جميع بلدان العالم، وبذلك يتوافق مسمياهما (السعودية) مع واقعهما. والله تعالى من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store