Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

الجمعيات الخيرية.. وإعلان أحمد زكي

A A
* رغم المسلسلات والبرامج والإعلانات التلفزيونية الكثيرة -التي باتت (للأسف) تزدحم في صباحات ومساءات شهر رمضان المبارك- تصدَّر المشهد وحديث مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، لاسيما في (مصر) إعلان إنساني لــ (مشفى 500500)، المتخصص في علاج (السرطان)، والقائم على التطوع والتبرعات.

* الإعلان الذي شارك في تنفيذه (13 ممثلاً) كان بطله (الفنان أحمد زكي)، رغم وفاته مارس 2005م بسبب (مرض السرطان)، حيث تَـمّ استحضار جوانب من سيرته الفنية في (ثلاث دقائق)، كانت كافية بما فيها من عاطفة ودموع صادقة أن تخطف الأنظار، وخفقات قلوب المتابعين على اختلاف أطيافهم وأجيالهم.

* ما يشدّ في ذلك الإعلان (إنسانيته، ولمسة الوفاء التي جاء شاهداً عليها)، وهناك أيضاً ابتكار أسلوبه، في التعريف بالمشفى، وكذا إبرازه لبرنامج جديد في العطاء، فالمشاركون فيه تبرعوا بقيمة أو تكلفة جناح سيكون صدقة جارية باسم (أحمد زكي رحمه الله) في (مستشفى 500500).

* وهنا بعيداً عن تفاصيل ذلك العمل وشخوصه أعتقد أنه يقدم درساً لــ(المؤسسات الخيرية)، التي عليها أن تترك أساليبها القديمة والتقليدية في إعلاناتها وحملاتها الدعائية، وأن تعيد حساباتها في كيفية عرض مشروعاتها ومبادراتها، وكيفية الوصول للناس، والتأثير فيهم بأحدث الطرق والأدوات عبر شركات تسويق متخصصة.

* أيضاً ما أرجوه أن تركز (الجمعيات والمؤسسات الخيرية) في برامجها على منطقية الحكمة التي تقول: (علمني الصيد، ولا تعطني سمكة)؛ بحيث تهتم بــ(التدريب، وخلق فُـرص العمل) للمستهدفين بخدماتها، فذاك هــو الباقي، وهو الاستثمار الحقيقي، وليس تلك المعونات المالية والعينية الوقـتية؛ أما في توسيع مداخيلها فلا غنى عن الأوقاف واستثماراتها فهي خير ينبوع ورافد، ومعها الشركات مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

* أخيراً إذا أرادت (الجمعيات والمؤسسات الخيرية) النجاح؛ فعليها أن تنسى (الارتجالية)، وأن تهتم بالتخطيط والإستراتيجيات، وتطبيق مخرجات علم التنمية البشرية، وكذلك احترافية العاملين فيها وتفرغهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store