Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من نسائم رمضان

No Image

A A
في شهر الرحمة تدنو مني العبرة بعد أن جالت في محيطي وألقت النظرة.

تبتهل النفس إلى بارئها أن يجللها بالمغفرة، وأن تستظل بظله يوم لا ظل إلا ظله.

تجر عبرتي ذكراها، بعد أن رحلت نكهة رمضان برمتها فلم تعد البساطة فيه سجيةً نألفها إذ أضحت الكلفة والمظهر لزاماً علينا وكأننا في تهجير جبري لبساطتنا وتلقائيتنا.

للأسف ذابت مقاييسنا فأصبحنا أقرب إلى التبعية، فالمتمسك ببساطته يُلقى عليه الملام، ويُنال منه بالكلام، وربما وصفوه بالبخل. أجزم أن وابل النعم التي تحيطنا -أحمد الله وأشكره عليها- هي من أنستنا بساطتنا وقضت على شكرنا لحالنا.

صنف أو صنفان ومعها التحميد والثناء لله جل وعلا كانت تلهج ألسنتهم به قديماً واليوم عشرات الأصناف مما لذ وطاب ثم تجد المُضيف (أعذروني من القصور) والله أنني أخشى على قصورك من قصورك فأنت أنت القصور بعينه. من القليل طابت القلوب وبالكثير زاغت الأنفس وتاهت في النعم. استنطقوا آباءكم وأجدادكم فقد ألجم واقعنا أفواههم، حدثني قائلهم قديماً كنت أتمنى أن آكل حتى أشبع، فكيف لو قارن حاله قديماً بحالنا اليوم..... نحتاج إلى وعي ذاتي يستمد أسسه من فكر ديني مشبع بتذكيرنا بماضينا بشتى صوره الفقيرة، وفي الوقت ذاته علينا أن ندرك أن شكر النعمة منهج ديني نتقرب إلى الله به حتى لا نجني العلقم من واقعنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store