Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

«تسليع» المرأة في الإعلام والإعلان

ولكن ما نراه من بعض وسائل الإعلام والإعلان اليوم يُثبت فكرة النظرة الجسدية للمرأة، وليس عندي مانع في المشاركة والاختلاط، ولكن بضوابطه الشرعية، حتى في الحياة العامة والعملية، وهو عكس ما نراه اليوم على شاشات العديد من الفضائيات

A A
لم أكن يومًا ضد المرأة ولا حقوقها ولا كينونتها ولا أهليتها، بل من أكبر المدافعين والمنادين بتلك الأمور كلها، ولم ولن أرضى أن تكون النظرة لها؛ جسدية شيطانية، بل هي كيان شريك في الحياة، ولها ما للرجل، وعليها ما على الرجل، وقد قاومتُ في مقال تلك النظرة الشهوانية لها، وأن الفتنة تكمن في ذلك فقط، مع عظم ذنوب تُرتَكب في حقها وهي من الفتن، وفصَّلتها في ذلك المقال.

ولكن ما نراه من بعض وسائل الإعلام والإعلان اليوم يُثبت فكرة النظرة الجسدية للمرأة، وليس عندي مانع في المشاركة والاختلاط، ولكن بضوابطه الشرعية، حتى في الحياة العامة والعملية، وهو عكس ما نراه اليوم على شاشات العديد من الفضائيات

، انقلبت فيها عورة الرجل للمرأة، فأصبحت عارية الساقين والكتفين، وشعر مسدل، وملابس تُظهر المفاتن، في برامج متعددة، ومنها ما هي بجوار زميلها المذيع تكاد تلتصق به، وهو به من الوسامة ما يفتن، وهي بزينتها الفاتنة، والحال الإعلامي والإعلاني فيه الكثير مما لا يحفظ للمرأة كرامة، ويُدلِّل على استرخاصها لدينها وحشمتها وكرامتها في سبيل المال والشهرة الممقوتة، (وللعلم ليس كل مشهور ومعروف وذائع صيته نحسبه بخير وعلى خير، كم من شهرة تنم عن سوء صاحبها، ولنا إن شاء الله تعالى مقال عن المشاهير ومَن يتّبعهم من الغاوين)، عدا عن الإعلانات التي تظهر فيها المرأة مبتذلة رخيصة، والمصيبة أنها لحقت تلك الإعلانات ولاحقت أهم سلع، «خصوصيات المرأة»، وبعض القنوات تعرضها بوقاحة متناهية، وتُركِّز على مواضعها في الجسد، وليس هناك ابتذال واستهانة بكرامة المرأة أكثر مما نراه اليوم في بعض وسائل الإعلام والإعلان.

عزيزتي المرأة: أنت كيانٌ طاهر، لكِ أكبر وأسمى وأعلى وأهم وظيفة في الحياة، ألا وهي الأمومة وحفظ الأنساب، ومنكِ وبكِ يتكوَّن التراحم والمصاهرة والتلاحم، وليس هناك مانع في مشاركة الرجل، وللعلم الاختلاط ليس مُحرَّماً، حسب رأي العديد من الفقهاء، ولكن بالضوابط الشرعية والأخلاقية والملابس المحتشمة كما أسلفت. فلا تغرّنكِ الشهرة والمال، وأسأل من يُؤيِّدكِ في التبرج والسفور وبما لا يليق: هل يرضى بكِ زوجة، أو يتشرَّف بالقرب والقرابة بكِ، البعض يقول نعم، وأنا أقول: هذا يكون فاقد الغيرة، ومسلوب الرجولة والعزة والكرامة.

وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store