Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سوق الجَنابِي بنجران.. 100 ألف ريال لخنجر الزينة

سوق الجَنابِي بنجران.. 100 ألف ريال لخنجر الزينة

تستخدم حاليا لزينة الرجل كرمز للأصالة ومصدر للفخر

A A
يختص سوق الخناجر والجَنابِي بحي أبا السعود التاريخي بمدينة نجران ببيع وشراء الخناجر النجرانية الصنع، ويتراوح ثمن الخنجر ذي النوعية الجيدة ما بين الـ 5000 حتى المائة ألف ريال حيث تعد الجنابي والخناجر قديماً رمزا للشجاعة وتستخدم سلاحاً للدفاع عن النفس واستمرت حتى الآن رمزاً للأصالة ومصدراً للفخر.

وارتبط الخنجر أو الجنبية بالعادات والتقاليد النجرانية القديمة التي تعبر عن الأصالة والقيم العربية الحميدة بما أكسبها أهمية اجتماعية وجعلها متوارثة للوقت الحاضر بين الأهالي ويقدمونها كـموروث شعبي يعبر عن العزة والمحبة والأمان، ويمتد ليشمل مختلف مناطق المملكة من خلال مشاركة أهالي المنطقة في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والاجتماعية أو تقديمها كهدية ورمزاً لتعميق أواصر الإخاء والمحبة.

شموخ في مواجهة التحديث

ويقع السوق في حي أبا السعود بلد نجران التاريخي ويقف شامخا في وجه التحديث، خاصة وأنه يستمد وجوده وشهرته من تمسك أهالي نجران وتميزهم «بالجنبية» حيث يشتهر أهالي منطقة نجران بارتداء الجنبية وهي نوع من الخناجر العربية تربط بحزام يلف حول خاصرة الرجل وتعطيه ثقة أكثر بنفسه، فقد كان الناس قديما يلبسونها تحسبا لأي طارئ دفاعا عن النفس كسلاح قاطع كالسيف، وتستخدم حاليا لزينة الرجل وتلبس في المناسبات كرمز للأصالة ومصدر للفخر، ولها قيمة اجتماعية عالية يتفاخر بها الناس فيما بينهم إلى درجة أنها تعتبر أغلي هدية يقدمها النجراني إلى من يحب.

وتعد صناعة الخنجر من أبرز الصناعات التقليدية القائمة في منطقة نجران حيث تصنع من الحديد بمقبض يصنع من قرون بعض الحيوانات ويحلى بقطع فضية أو ذهبية في حين يصنع الغمد من الخشب المغطى بالجلد أو بصفائح من الفضة ويثبت الغمد في حزام من الجلد.

أشكال متنوعة

وتتعدد اشكال الجنابي وأصنافها في منطقة نجران فمنها نوع المحلية وتشمل( أم تسعة أو أم فصوص) والمشطف- وذرور وهناك نوع أخر من الجنابي يسمى( بالمكعب) وكذلك الجنبية (الدرما) فيما يعد الخنجر النجراني رمزا تراثيا أصيلا لأهالي المنطقة ويحرصون على اقتنائه واستخدامه وله أشكال متعددة ويتميز بزخارف ونقوش فنية رائعة تظهر طابع الخنجر النجراني.

ويعد رأس الجنبية أو الخنجر ويسمى(المقبض) هو ما يميز جودتها ومنها (الزراف) وهو يميل إلى اللون الأصفر والأحمر الخفيف وهو غالي الثمن ويعد أفضل الأنواع وهناك نوع أخر لونه ابيض ويميل إلى الأصفر والنوع الثالث هو القرن وتكسو أشكال المقابض الذهب أو الفضة مما يكسبه جمالا ومهارة في الصنع ثم يأتي الطوق ويليه الصدر وهو عبارة عن صفائح وأسلاك دقيقة وحلقات من الفضة أو الذهب ثم القطاعة وتمثل الجسد أو الغمد وغالبًا تتكون من صفائح فضية أو ذهبية مزخرفة بنقوش بديعة وهو عبارة عن قطعة من الفضة المزركشة بنقوش ورسومات دقيقة جدًا في حين يُغطَّى الجزء الخلفي من الخنجر بالمخمل أو الصوف.

آل مريح: « السياحة» تشجع اقتناء وصناعة الخناجر

يشير صالح آل مريح مدير فرع السياحة في نجران، إلى أن الجنبية موروث شعبي، وقال إن جهاز السياحة والآثار بمنطقة نجران يحرص على تشجيع اقتناء وصناعة الخناجر بالمنطقة حيث نظم مؤخرا دورة تدريبية في مجال صقل الجنابي والخناجر بقصر الإمارة التاريخي لمجموعة من المتدربين السعوديين بلغ عددهم 15 شخصا اشرف على تدريبهم عدد من الحرفيين في صناعة وصقل الخناجر.

وأشار إلى أن «السياحة» هيأت سوقا خاصا للجنابي بالتعاون مع الشركاء، إضافة إلى جهات أخرى تتعاون في سبيل إبراز الموروث الشعبي، كما تمت إقامة دورات تدريبية لبعض الشباب لتدريبهم على كيفية صقل الجنابي أي تلميعها وتنظيفها لإعطائها بياضا ناصعا حيث توجد النقوش والمواقع الأثرية، إضافة إلى وجود الأخدود المعروف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store