أعطوه ألف دينار!

سألني أحد الأصدقاء لماذا تتناسى الكثير من القنوات العربية والإذاعية دماء ودموع الأبرياء في سوريا وفلسطين وبـورما وغيرها؛ بينما هي حُـبْـلى ببرامج المسابقات الغنائية والـشّـعْـريّـة صباح مساء؟!
نهرته يا صَـديقي كُـفّ عن تلك الاستفهامات وذاك الـهُـرَاء؟ ولماذا تلبس ثوب الـحزن، وتجعل لك من الكآبة رِداء؟!
اخلع مِـثـلِـي نظارة البؤس والظلام، وافتح عينيك جيداً فسوف ترى البهجة والتفاؤل والابتسام!
يا رفيقي ما تحدثت عنه له أهداف نبيلة وبعيدة لا يفقهها إلا المتفائلون والأذكياء كـ (أنا)، فمسابقات الأشعار والـغـنَـاء في القنوات العربية فيها دروس ووفَـاء؛ ففيها إحياء لـمُـورث عربي، وتعريف لجِـيـل اليوم به يا ذَكِــي!!
فـشـعـر (المتنبي)، وعََـزْف (زِرْيِـاب) من المقدسات عند العرب القدماء، فالغِـنَـاء والـشّـعر كانا مصدر رزق وتَـسَـوّل عند أبـواب الزعماء.
يأتي أحدهم (قديماً) فَـيَـصِـف الـزّعيم العربي شعراً أو بنغمات الـحِــَداء بما ليس فيه؛ فهو الأكرم والأشجع والأجمل والأمثل والأكمَـل، وغيره من الـبَـشَـر سَـقْـط مَـتَــاع وغُـثَــاء!!
فينتشي ذاك (الـزّعيم)، ويتراقَـص طَـرباً، ثم من خزينة المال يمنحه (ألـف دينار) وجارية سَـمراء!!
أيضاً يا هذا تلك المسابقات، وسَـهَـرُ الشعوب الـعَـربية عليها، ورقصها معها وحول موائدها بحثاً عن قصيدة شعرية عصماء وحنجرة ذهبية شقراء؛ فيه راحة بال للـزعماء، من وجَـع الرأس والعَـنَـاء!
فـأمنياتهم ودعواتهم أن تستمر تلك البرامج وتَـزيد حتى تصبح وتمسِـي شعوبهم في قائمة المغنين والشعراء؛ حينها سيفتخر العَـرب بتصدير الشعراء والمُغَـنّـيـن، لكن مِـن أين يأتون بالمُـسْـتَــمِـعـيـن؟! فتلك مشكلة لا حَـلّ لها مِـثْـل قضية فِـلِـسْـطِـين!

@aljamili
aaljamili@yahoo.com