Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

اخترت هذا التخصص الشاق لان أغلب متضرري الكوارث من النساء والاطفال

اخترت هذا التخصص الشاق لان أغلب متضرري الكوارث من النساء والاطفال

عندما نسمع أن هناك فتاة سعودية أصبحت مهندسة أو طبيبة أو حتى عالمة في الأحياء فهذا أمر طبيعي، ولكن عندما نعرف أن فتاة حصلت على درجة الماجستير في إدارة الكوارث والأزمات، بل وتصبح مدربة في هذا المجال

A A

عندما نسمع أن هناك فتاة سعودية أصبحت مهندسة أو طبيبة أو حتى عالمة في الأحياء فهذا أمر طبيعي، ولكن عندما نعرف أن فتاة حصلت على درجة الماجستير في إدارة الكوارث والأزمات، بل وتصبح مدربة في هذا المجال فهذا هو الجديد، خاصة في الوقت الذي يندر فيه هذا التخصص، حتى لدى الرجال، وهو ما قد يطرح على أذهاننا عددا من الأسئلة، حول اختيارها هذا العلم، وكيف استطاعت أن تخوض غماره في ظل ما يحيط بنا من متغيرات فكرية واجتماعية وثقافية قد تحول دون تحقيق أهدافها؟
«المدينة» التقت صاحبة هذا التخصص، هديل هلال طرابيشي، في محاولة للوصول لإجابات حول تلك الأسئلة وغيرها، من خلال هذا الحوار.
* في البداية نود أن نتعرف على بطاقتك الشخصية ومسيرتك العلمية؟
- أنا هديل هلال طرابيشي.. سعودية من مواليد المدينة المنورة، وأحمد المولى عز وجل أن أكون أول سعودية حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأزمات والكوارث من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتقدير ممتاز، وحاصلة على دبلوم إدارة الأزمات والكوارث، ومدربة معتمدة من عدة أكاديميات، كذلك حاصلة على دورة في أدوات المخاطر لمواجهة الازمات والكوارث، كما حصلت على دورة فن التفاوض في الأزمات والكوارث وحاصلة على دورة لبناء وقيادة فريق عمل قوي ومميز خلال مواجهة الأزمات.
* هل كانت لك مشاركات مباشرة في هذا المجال؟
- نعم شاركت في عدد من الندوات والمؤتمرات التي تتحدث عن الكوارث والأزمات في عدد من مدن المملكة، وكان آخرها حضوري كمتحدثة في المؤتمر الدولي الأول والذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، وقريبًا بإذن الله سيكون لدي مشاركات خارج المملكة، وبفضل من الله أقمت العديد من الدورات التدريبية لعدة جهات وإدارات ومدارس تحدثت فيها عن الأمن والسلامة وادارة الأزمات والكوارث.
كما قمت بإعداد مؤلف يحمل عنوان «التخطيط والاستراتيجيات في التعامل مع الكوارث والازمات» وهو موجود لدى مكتبات، كما أن لي مشاركات صحفية عديدة بالصحف، من بينها جريدتكم الغراء، وفي بعض الصحف الأخرى، وخاصة اثناء وقوع الهزات الأرضية في بعض الدول المجاورة والتي شعرت بها المنطقة الشرقية بالمملكة.
* ما الذي دفعك لخوض غمار هذا التخصص رغم طبيعة المرأة وعاطفتها؟
- صحيح أن تلك التخصصات كانت حكرًا على الرجال باعتبارها تندرج تحت الأعمال الشاقة والخطرة، خصوصًا أثناء التواجد في مكان الحدث، ولكن الحقيقة أن عاطفة المرأة والأمومة هي التي ضاعفت من اهتمامي بهذا الجانب الانساني، حيث أن أغلبية المتضررين أثناء الكوارث والازمات من النساء والاطفال، مما زادني ذلك حماسًا لأن أخوض مجال التدريب بهدف زيادة الوعي والتثقيف المجتمعي في الأمن والسلامة وطرق التعامل معها بحرفية، لتعود على مواطني مملكتنا الغالية وضيوفها الكرام بالنفع والأمان، وتقليل حالات الخوف والهلع المصاحبة لحالات الكوارث لا سمح الله.
* كونك أول سعودية تخوضين هذا المجال، أود أن تخبرينا ماذا أضاف لك هذا اللقب؟
- لقب أول سعودية تحصل على الماجستير في إدارة الازمات والكوارث هو فخر لأي فتاة سعودية، خصوصًا عندما نستجيب لقول الله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». فهل هناك أعظم وأجل من توجيه الباري عز وجل بضرورة إحياء نفوس البشر، كما شعرت بالعزة والفخر أن وفقني الله أن أخوض هذا المجال رغم صعوبته وقساوته، إضافة الى ذلك أعطاني دافعًا وعزيمة لإكمال دراسة الدكتوراه في نفس المجال بإذن الله.
* ماهي المهارات التي إكتسبتيها من دراستك؟
- المهارات التي اكتسبتها خلال مسيرتي العلمية والعملية هي اتخاذ القرار الصائب والمناسب عند الأزمات والتفاعل بإيجابية معها والمرونة في التعامل مع مختلف المواقف وإمكانية قيادة فريق عمل لمواجهة أي طارئ لا سمح الله والعمل بروح الفريق الواحد لأن ذلك ينوع من أساليب الطرح، فكلما كان الفريق من النخبة كانت النتائج إيجابية وبناءة لمواكبة الحدث وتغيراته بما يتناسب والمستجدات، وفق تخطيط محكم، حيث يعتبر التخطيط من أهم عناصر الاستعداد للمستقبل.
* تعاني بعض الاسر من افتقادها لحسن التصرف عند وقوع الكوارث لا سمح الله. كيف نغرس فيهم ثقافة حسن التعامل مع ذلك داخل مجتمعنا؟
- صحيح هناك بعض الاسر تجهل كيفية التعامل أثناء حدوث الكارثة، ويرجع هذا لعدد من الاسباب منها الخوف من مواجهة الكارثة أو الصدمة من الموقف أو قلة المعلومات المتوفرة في هذا الجانب وطرق التعامل معها وهذا ما يدفعنا لتكثيف البرامج التوعوية في مجالات الأمن والسلامة ومواجهة الكوارث والازمات بكل الطرق والوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة وتستهدف جميع الفئات العمرية والمستويات العلمية، ولذلك أسعى دائمًا لعمل برامج تتناسب مع جميع الفئات العمرية والتعليمية لزرع ثقافة التعامل الصحيح وقت الكوارث والتي من المكن أن يواجهها جميع أفراد المجتمع لتلافي المواقف الصعبة التي يمكن التعرض لها، ومن ثم قد تترك آثارًا نفسية سيئة عند بعض الاشخاص.
وبهذه المناسبة أود أن أؤكد على ضرورة تفعيل جميع الاجراءات فيما يخص المناطق النشطة زلزاليا ووضع استراتيجيات معينة للتعامل معها قبل واثناء وبعد الزلزال على أن يحمل التخطيط والاستراتيجيات التعامل مع الحدث بحذر شديد ويقظة دائمة سواء كان الزلازل أو السيول أو العواصف أو الحرائق أو الاعاصير على حد سواء وذلك بهدف السعي لحماية الارواح والممتلكات الخاصة والعامة قدر الامكان، حمى الله الوطن وسائر بلاد المسلمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة