سيارتي حوّلت مكفولي النظامي إلى مخالف

كتبت كثيرًا عن « المخالفة والمخالفين» وأشرت فى مقالات عدة للأخطار التى تُحدق بنا من جراء وجود هؤلاء بيننا بلا هويّة واضحة ولا كفيل معلوم. حتى إذا ما جاء «التصحيح» كنت الأكثر سعادة بهذا القرار الذى يقينا شرور الغرباء ويعيد لشوارعنا الأمان ولبلادنا الوهج والتألق .
لم أتخوف من إغلاق المتاجر أو تعطل المركبات فى ورش السيارات أو رحيل الخادمات عن البيوت إيمانا منى بأننا في مرحلة « مؤقتة « تحتاج من كل مواطن شريف الصبر والتعاطى الجميل . ولكن على قدر الحرص والفرح كان العتاب والملامة على بعض المعنيين بتنفيذ الحملات فـ» مفاجآت التصحيح « التى يعانيها المواطنون كثيرة ولقد ذقت متاعب واحدة منا .
الحارس والخادمة والسائق والسكرتير . أربعة وافدين تحت كفالتي . جميعهم نظاميون لأننى رجل أعشق النظام وأكره وضع نفسي فى خانة المساءلة .. ولكننى فوجئت حال قيادة الحارس لمركبتي بتعرض احدى الحملات له وتغريمه مخالفة « بدعوى أن وظيفته فى الاقامة لا تسمح له بالقيادة . وهنا أقول ان الغنيمة الحقيقية والمستهدفة من وراء التصحيح تتمثل فى أن يعمل الوافدون تحت كفالة جهة محددة وكفيل معلوم فيما يظل تدوير المكفولين من حقوق الكفيل الأصيلة فلا أحد يمنعه أن يضع الحارس مكان السائق او يرقي أحدهم او يبدّل موضع عمله طالما لم يخرجوا خارج دائرة نشاطه .
هذه الجزئية أفزعتني كـ « رب عمل « تضطرني الظروف أحيانا أن استعين بأي من الأربعة فى أماكن عدة بغية تسريع وتيرة عملى وإنجاز مهامي . فلماذا تقيدنا اذن المخالفات ونحن الأكثر التزاما بنهج الدولة وأهداف الحملات الناجحة
عتابي أبثه الى الجهات المعنية بالتصحيح آملاً أن يجدوا « حلا « عاجلا لمشكلة تجرعت مرارتها أنا اليوم وربما يتجرع غيري ذات المرارة غدا . ورسالتي أكتبها متمنياً أن يكون التصحيح الجميل للأوضاع « سلسلا « ومع هذا وذاك أؤكد أن شرفاء الوطن شركاء فى نجاح الحملة وانهم سيكونون الأحرص على وأد ظلال المخالفة حتى ولو تحملوا شهورا قادمة
شكرا للقائمين على الحملات لجهودهم المشكورة وسعيهم الجاد والدؤوب للوصول ببلادنا الى « وطن بلا مخالفين.

أ. د. يحيى حمزة الوزنة - جدة