المنافقون وثلوج تبوك

عندما يستند المنافقون على بعض الحقائق العلمية المعروفة للطعن في صِدْق علماء الدين الأجلّاء، فهم لا يستهدفون العلماء بشخصهم، بل يستهدفون الإسلام نفسه، ونبيّ الإسلام، محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وهو طعن غير مباشر يسعون من خلاله أن يلبسوا على الناس في معتقداتهم الصحيحة!.
هذا بالضبط ما فعله هؤلاء المنافقون في تويتر بعدما غرّد إمام الحرم المكيّ الشريف، الشيخ سعود الشريم، أنّ ثلوج تبوك هي دليل على نبوّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم الذي تنبّأ بعودة الجزيرة العربية مروجاً وأنهاراً كما كانت عند بدء الخليقة، وقال فداه أبي وأمي للصحابي الجليل معاذ بن جبل في غزوة تبوك: يُوشِك يا معاذ إن طالت بك حياةٌ أن ترى ما هاهنا قد مُلِئ جِناناً!.
والحقيقة العلمية التي استند عليها المنافقون هي أنّ في الجزيرة العربية الآن نباتات أكثر ممّا في القطبين الشمالي والجنوبي مجتمعيْن رغم هطول الثلوج على القطبيْن طيلة السنة، ولهذا فكلام الشيخ -حسب زعمهم- هو خطأ صريح!!. ..
أنا في حياتي لم أر جهلاً مُركّبا مثل جهل هؤلاء المنافقين، فالثلوج هي أحد أهمّ أسباب تكوين الأنهار، كما هو الحال في بعض مناطق سويسرا، بل أنّ بعض الاستكشافات العلمية في القطبين دلّت على وجود مجاري أنهار تحت جبال الجليد المتراكم، وفي منطقة تبوك توجد جبال مرتفعة بقمم تصلح بمشيئة الله وقدرته لتكون منبعاً دائماً للأنهار عند ذوبان الثلوج وجريانها لمصبّاتها الطبيعية التي يُعتبر أقربها إليها البحر الأحمر أو خليج العقبة!.
صدق الله الذي أنبأ نبيّه صلّى الله عليه وسلّم بذلك، وكذب المنافقون، وجزى اللهُ الشيخَ الشريم على تذكيرنا بذلك، ولتأتينّ حقبة على الجزيرة العربية تتخلّلها الأنهار وتنتثر فيها المروج، شكّك المنافقون في ذلك أم لم يُشكّكوا، والمهم أن نكون مستعدّين ببُنية أساسية قوية ومكتملة، في كلّ المدن والقرى، تحتضن نعم الله التي لا تُعدّ ولا تُحصى بالشكر والثناء، لا بالأزمات والكوارث المصنوعة بأيدي البشر!.

تويتر: T_algashgari