Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

ماذا بعد العاصفتين؟!

يقول الحكماء إن الحياة مدرسة، وعند الحكماء الخبر اليقين، فالحياة فعلاً مدرسة من خلال ما تقدمه لنا كل يوم من دروس نتلقاها أفرادًا وجماعات على حدٍ سواء، وكم هي تلك الدروس المستفادة -التي تقدمها لنا الحي

A A
يقول الحكماء إن الحياة مدرسة، وعند الحكماء الخبر اليقين، فالحياة فعلاً مدرسة من خلال ما تقدمه لنا كل يوم من دروس نتلقاها أفرادًا وجماعات على حدٍ سواء، وكم هي تلك الدروس المستفادة -التي تقدمها لنا الحياة- هامة ومحورية في مسيرتنا الحياتية، والدليل أن المستفيدين من تلك الدروس هم الفائزون، كون أخطاؤهم المستقبلية تتضاءل يومًا بعد آخر، ومن المؤكد أن النجاح الذي حققته الكثير من الحضارات السائدة والبائدة كانت تعود إلى حجم استفادتهم من دروس الماضي في بناء المستقبل، وحول ذلك يمكن القول إن بلادنا الحبيبة قد أجبرتها الظروف المحيطة على خوض حربين عاصفتين خلال ربع قرن هما عاصفة الصحراء في شمال المملكة بمشاركة دول التحالف العالمي، وعاصفة الحزم جنوب المملكة بمشاركة دول التحالف العربي، بعد أن أقحمتها الظروف المحيطة في خوضهما، وبالطبع ترتَّب على تلكما الحربين خسارة في الأرواح والأموال، ولعل مجريات الأحداث في تلكما العاصفتين قد كشفت لنا الكثير من الدروس المستفادة التي يمكن أ‍ن تفيدنا في بناء خططنا المستقبلية العسكرية منها والاقتصادية والاجتماعية، وفيما يتعلق أيضًا بعلاقاتنا مع الدول المجاورة والصديقة.
هذا وقد أكرمنا الله تعالى بثروات مالية نستطيع بها أن نبني ترسانة هائلة من الأسلحة المتقدمة، وأن نبني مصانع للأسلحة الدفاعية والهجومية المتقدمة في مختلف المجالات، كما تسهم تلك الثروات في بناء جيش بشري على أعلى درجات الكفاءة تجعل من بلادنا منطقة مهابة من كافة الطامعين والطغاة.
ومن الضرورة بمكان إعادة النظر في أنظمة العمالة وتقنين دخولها بما يضمن التوافق مع متطلباتنا الحقيقية لتسيير حراكنا التنموي، وتشديد التعامل مع كافة العمالة غير النظامية إما بترحيلها أو تنظيمها، فالجهات المعنية تعلم جيدًا حجم الأضرار المتوقعة من تلك العمالة غير النظامية عند بعض الظروف.
كما أن توجيه جل ثرواتنا باتجاه بناء الإنسان وتنمية المكان من خلال بناء المشروعات التنموية ذات البعد الإستراتيجي في مختلف المجالات الحياتية يساعد على تأهيل وتدريب أبناء الوطن لتشغيلها بنظام الإحلال التدريجي.
وفي الختام، يجب الحد من السبل الاستهلاكية التي نعتمد عليها كثيرًا وفي أغلب مجالاتنا الحياتية واستبدالها باستقطاب الدول المُصنِّعة لبناء فروع لمصانعها عندنا، وتشجيع تلك المصانع وتسهيل إجراءاتها وفق أنظمة دقيقة لحمايتها وتشغيل أبناء الوطن بها. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل طامع وطاغية. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store