Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

المسؤول وتـويتـر.. لمن يجرؤ فقط !

يُـشارك بعض الوزراء المعنيين بتسهيل شؤون الناس في القطاعات المختلفة بـحسابات رسـمية في «تويتر» بغية التواصل مع أكبر عدد من أفراد المجتمع وأصحاب الحاجات والقضايا المعطـّلة، والاطلاع على الأوضاع التي تخ

A A
يُـشارك بعض الوزراء المعنيين بتسهيل شؤون الناس في القطاعات المختلفة بـحسابات رسـمية في «تويتر» بغية التواصل مع أكبر عدد من أفراد المجتمع وأصحاب الحاجات والقضايا المعطـّلة، والاطلاع على الأوضاع التي تخص مؤسساتـهم وواجباتـها.
وعلى الرغم من الجدل حول مدى جدوى هذا التواصل الالكتروني في حلحلة الأمور مقارنة بفتح أبواب مكاتبهم للجمهور، يلجأ بعض الناس من خلال هذا الباب الافتراضي المفتوح لطرح معاناتهم ومشكلاتهم مباشرة في «منشن» أو «هاشتاق» معالي الوزير، وهو أمر جيد يتوافق مع توجيهات ولي الأمر للوزراء بضرورة استخدام جميع السبل للتواصل مع المواطنين والمقيمين لاستلام مظلماتهم وحلّ مُشكلاتـهم، إلا أنني أستغرب من عدم حذو كثير من المديرين ورؤساء الأقسام والمسؤولين الكبار كالوكلاء في القطاعات الـخدمية هذا الحذو، وأتعجّب من عدم اقتحامهم عالم «تويتر»، ومشاركتهم الناس بشكل مُـماثل، فمن المنطقي أن يتواصلوا عبر هذا الموقع الاجتماعي الكبير الذي يغصُّ بالمراجعين، فهؤلاء في موقع مسؤولية مباشرة ومنوطون بتصريف أعمال مهمة وخدمات حسّاسة تـمسُّ معيشة المواطن، وهم مطّـلعون - بحكم مناصبهم -على تفاصيل دقيقة وأمور صغيرة من ضمن مسؤولياتهم ليس لدى معالي الوزير الوقت للتعامل معها، ومن باب أولى أن يتعاملوا معها قبل أن يضطر أحدهم لعرضها على الوزير دون داعٍ، أو نشر معاناته في «تويتر» واستجداء حقّه بصورة تعطي انطباعًا عن سوء كثير من الأنظمة، وضعف أداء عدد من الإدارات والمؤسسات الحكومية الخدمية المعنية برفع المعاناة عن المواطنين والمقيمين.
وهنا أضرب مثلا بقضية ضعف الخدمات الصحية والطبية، وأقترح أن يفتح كل مدير مستشفى حكومي، ومسؤول صحي رفيع المستوى، ومدير شؤون صحية، ورئيس تنفيذي ومدير طبي وغيرهم، حسابات شخصية رسـمية في «تويتر» لاستقبال الشكاوى والاقتراحات والطلبات وفرزها والبتّ فيها وحلّها، أو رفعها إلى الجهات ذات العلاقة، وبهذا يكون المسؤول المباشر قد تعرّض مباشرة إلى أفراد مُجتمعه، وفتـَح بابه للناس وكسَب أجرهم واختصر من معاناتـهم، وتواصَل معهم بتواضع وشفافية، مع ظنـّي أن هذا الاقتراح قد يـجد مُـمانعة كبيرة من بعض الـمُتنفّـذين، لاحتمال تسببه في إحراجهم وانكشاف حقيقة أدائهم، وهو اقتراح مناسب «لمن يـجرؤ منهم فقط» !!.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store