فضائح الانترنت

فضائح الانترنت

يتضح أن أكبر تحدٍ تواجهه الدولة الحديثة هو تحدٍ تكنولوجي: وهو يتمثل في شبكة الإنترنت. فقضية الجاسوس الأمريكي سنودين ، وقبله قضية ويكيليكس، فضلاً عن التهديدات السبيرنيطيقية دليل كامل الوضوح. كما تعلمون، في الستينيات من القرن الماضي استطاع قسم مشاريع البحوث المتقدمة التابع لوزارة الدفاع الأمريكية DARPA التوصل إلى إنشاء نظام من شأنه أن يمنع الاتحاد السوفياتي من السيطرة على الاتصالات الأمريكية أو تدميرها في حالة حرب نووية. تلك كانت بداية الإنترنت. وصف هذا النظام بأنه 'المعادل الإلكتروني للتكتيكات الماوية المعتمدة على توزيع قوات حرب العصابات على امتداد إقليم واسع لمواجهة عدو قوي بطلاقة في الحركة ومعرفة بالأرض. وتوصل الباحثون بالتالي الى هندسة شبكة عملاقة لا يمكن التحكم فيها من أي مركز ، وقوامها آلاف الشبكات الإلكترونية المستقلة التي تتصل ببعضها البعض عبر الكمبيوتر بروابط لا يمكن حصرها، متجاوزة كل الحواجز والحدود. سمي هذا النظام آنذاك 'اربانيت' ARPANET قبل أن تتنازل عنه وزارة الدفاع الأمريكية ويقع تحويله إلى الاستعمال المدني. وحتى عندما أصبح ملايين الناس يستعملونه عبر العالم، لم يستغن عنه العسكريون ولا المجموعات السياسية والأيديولوجية التي تتوخى وسائل عسكرية من أجل الوصول الى السلطة أو من أجل مقاومتها. كان الأنترنت هو وسيلة اتصال المجموعات المتمردة ، من ثورة شياباس زاباتيستا Chiapas’ Zapatistas، إلى ثورات 'الربيع العربي'. و لعب دوراً خطيراً في تطوير مجموعة فالون غونغ Falun Gongالتي شكلت أكبر التحديات لسلطة الحزب الشيوعي الصيني في 1999، فضلاً عن دوره في تنظيم وترويج الاحتجاجات ضد منظمة التجارة العالمية منذ سياتل 1999. ويبدو أن الأمر متواصل، وليس بالإمكان فعلاً السيطرة على هذه التطورات. فبالرغم من أن الولايات المتحدة هي التي اخترعت الانترنت وباعته للعالم، تبين أن قدراتها محدودة إزاء مخاطره. هنا يدخل العامل البشري. فليس من الضروري أن تسيطر التكنولوجيا على حياة البشر كما نرى في قصص الخيال العلمي، أو أن يتحكّم الروبوت بالانسان. يحدث احياناً أن يتمرد شخص ضد النظام. ويكون تمرده بمثابة حبة الرمل التي تعطل آلة ضخمة. حملت التسريبات عن حرب أفغانستان والعراق فضائح عن طريقة تعامل الجنود مع المساجين والأسرى. بعد ذلك انفجرت قضية البرقيات الدبلوماسية على موقع ويكيليكس. وها هو عميل للمخابرات الأمريكية، يستيقظ يوما بفكرة فضح ممارسات بلاده مع حريات الناس وحياتهم الخاصة.

أخبار ذات صلة

قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!
ألا يستحون؟!
الخلايا الجذعية والحبل الشوكي
أقمار من خشب!!
;
هُويتنا وقيمنا وأخلاقياتنا العربية والإسلامية.. في خطر
رجع الصدى
لا شيء في الضوضاء.. غير وجهك يا معطاني!
القمع من المهد إلى اللحد!!
;
رحم الله معالي الدكتور عبدالله المعطاني
التحريض على الفسق والفجور
أبلة زهرة.. ومدرسة «الفتاة»
العناية بالمواهب عبر التاريخ
;
أبناؤنا.. والإنترنت المظلمة!
ذاكرة المطوفات.. ‏إضاءات تاريخية مشرقة
مقرر الكتابة الوظيفية والإبداعية.. مهلًا!
محمد بن سلمان.. و «رؤية 2030»