إعادة الجاذبية للعملية التعليمية باستخدام شبكات التواصل

إعادة الجاذبية للعملية التعليمية باستخدام شبكات التواصل
كأستاذ جامعي لمادة 'تكنلوجيا الاتصال' فإن أحد أكثر المواضيع التي أرددها على مسامع طلابي تتعلق بالتطورات السريعة والمتلاحقة في مجال صناعة الاتصال والإعلام، وتأثيراتها المختلفة في كافة المجالات. ما لم يكن يخطر على بالي هو وقوفي أمام طلابي في إحدى محاضراتي الأخيرة محدثاً إياهم ليس عن السرعة التي تطورت بها التكنلوجيا خلال الخمس سنوات الأخيرة، ولكن عن السرعة التلقائية التي تطوروا هم أنفسهم بها كطلاب إعلام خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة. ما حدث أني تذكرت لسبب ما الصعوبة التي كنت أواجهها عندما بدأت لأول مرة قبل 6 سنوات بتوظيف شبكات التواصل في المادة التي أقوم بتدريسها، وكيف كان كثير من الطلاب يقاومون استخدامها، بل أن أحدهم في ذلك الوقت رفض بشدة استخدام الصف الإفتراضي الذي أنشأته لهم على الفيسبوك، غير أنه اقتنع لاحقاً، وهو حاليا أحد المستخدمين النشطين جداً لتلك الشبكات مستخدماً إياها بفاعلية في الحوار والنقاش ونشر أخباره الإعلامية. اليوم، وبعد مرور 6 سنوات أستطيع القول بأني لم أعد أواجه أي صعوبة في توظيفي لشبكات التواصل مع الطلاب، رغم اني لم أعد أكتفي بإستخدام الفيسبوك وحده معهم، بل إننا نستخدم وبفاعلية تويتر وسلايدشير والمدونات واليوتيوب وغيرها. لماذا أفعل ذلك وهل النتائج ملموسة ومشجعة؟ أفعل ذلك لقناعتي بأن شبكات التواصل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العمل الإعلامي والتعليمي على حد سواء، بل أني لا أتخيل وجود إعلامي أو طالب ليس لديه حساب نشط بها. أما عن النتائج فان أبسطها يتضمن تعليم أولئك الطلاب لغة وآداب الحوار بشكل تفاعلي، والتسامح وقبول الرأي الآخر، وكسر حاجز الرهبة من المشاركة والتعبير عن الرأي، إضافة إلى تعريفهم بأخلاقيات وقوانين ومزايا ومحاذير تلك الشبكات. لا أبالغ لو قلت أن بعض أولئك الطلاب فأجأوني بمهاراتهم وإبداعاتهم التي عرضوها لي ولزملائهم في الصف عبر مدوناتهم الخاصة التي انشأوها بحثا عن الدرجات، لكنها اصبحت لاحقا صحفهم الشخصية التي لا غنى لهم عنها. لقد تطور الاعلام الجديد -بمزاياه المتعددة وجاذبيته- وأصبح جزءاً من حياتنا جميعا إعلاميين وغير إعلاميين.. كباراً وصغاراً. وهو رغم بعض مساوئه لم يعد بالامكان تجاهله أو ايهام النفس بعدم وجوده وتأثيره. هذه الحقائق وحدها كافية لجعلنا نقدم دون تردد على توظيفه في كل مراحل التعليم -بما فيها الابتدائي- وذلك بعد وضع ضوابط وسياسات محددة ، تشمل تدريب المعلمين أولاً على كيفية استخدامه في العملية التعليمية.

أخبار ذات صلة

هل التجنيد العسكري هو الحل؟
حصاد الخميس..!!
أهالي شدا الأعلى والتعاون المثمر
خيارات المسيَّر: ملكوت الشعر وجنونه
;
علامات بيولوجية جديدة للكشف عن السرطان
معيار الجسد الواحد
قراءة.. لإعادة هيكلة التعليم وتطويره في بلادنا
دراسة الرياضيات
;
«يا أخي الهلاليين لعيبة»!
الضحايا الصغار.. وغفلة الكبار
طريق الفيل: أثر «الأحلام» الخائبة (3-3)
جامعاتنا.. ونموذج أرامكو في التأثير المجتمعي
;
لا حج إلا أن يكون بأرضها!!
إسرائيل.. كلبٌ بأسنانٍ حديدية
ابنك النرجسيُّ.. مَن يصنعُهُ؟!
قرار حكيم.. «الآن تنطقون» ؟!