نعمة .. أم نقمة .. ؟

نعمة .. أم نقمة .. ؟
يقول الشاعر : ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله .. وأخو الجهالة في الشّقاوة ينعمُ ويقول المثل الشعبي : أهل العقول في راحة ... فماهو العقل .. ؟.. وأين مقرّه ..؟ وكيف يعمل .. ؟.. العقل موجود عند الجميع .. كيفيّة استعماله هي التي تختلف بين البشر ، وهي التي تميّز بعضهم عن البعض الآخر . ورغم أنّ العقل ليس بالشيء المحسوس ، فإنّه هو الأداة التي تنظّم القوانين المنطقيّة على أساسٍ من الخبرات والمعارف التي تربط بين الأحداث والتجارب بالشكل المنظّم الذي يستفيد منه الإنسان في التخطيط ، وصنع القرارات المختلفة، وتنظيم الأمور الحياتيّة المختلفة . ورغم أنّ العقل غير محسوسٍ ، فإنّه يحتاج إلى صقلٍ وتدريب ليعمل بشكلٍ سليم ؛فكفاءة العقل وزيادة قدراته ترتفع بالتدريب المتواصل ، وترتقي بالصقل المستمرّ.. لاشكّ في ذلك .. ومع الأسف فإن الكثيرين منّا لايتعلّمون كيفيّة تدريب عقولهم ، وبالتالي لايستعملون عقولهم بالشكل المطلوب ، وهذا أمرٌ سيئٌ ومؤسفٌ جدّ ؛ فعندما لاتدرّب عقلك على التّفكير السّليم والتقاط المعلومات الجديدة بشكلٍ جيد، وربطها بمعلوماتٍ سابقة ، واستنتاج الحلول الصحيحة لأي مشكلة تواجهك ، فإنك ستعيش على الهامش ، وتجد نفسك تتخبّط في بحرٍ من مشاكل الحياة ؛ وهذا يجعلك في مكانةٍ أقلّ مما تستحقّها ، ويفسد عليك نعمة الاستمتاع بالحياة . دعْك مما يقوله المتفلسفون حول عدم جدوى التفكير ، أو أنه يجعلك تعاني حتى لو كنت في قمّة النعيم ، فعدم استخدام قدرات العقل بشكل صحيح يؤثّر بشكلٍ سلبيٍّ على حياة الإنسان كلّها . تدريب العقل يتمّ منذ الصغّر ؛ بالاهتمام ببناء عقل الطفل ، وتدريبه على التفكير السليم . إنّ تشجيع الطفل على استعمال عقله في التفكيريعطيه القدرة على التقاط المعلومات عن طريق البحث والاستكشاف ، وهو أفضل طرق التعلّم وأكثرها فائدة ، أما التعليم عن طريق تلقين المعلومات وحشوها في ذهن الطفل ، فإنّه أمرٌ يفسد العقل ، ويعطّل ملكات التّفكيرالطبيعيّة . الذّهن المدرّب يمكنه التعلّم من كل شئ يقابله في الحياة .. أما المعلومات المحفوظة فإنها تُنسى بعد وقت قصير ، ولايستفاد منها إطلاقًاً . أمّا من فاتته فرصة التدريب العقلي في الصغر بسبب رداءة التعليم المدرسي فبوسعه تدارك مافاته من تدريب ذهنيّ متى ما اكتشف عدم كفاءة عقله ، وذلك باستخدام الأساليب الحديثة التي تنمّي القدرات العقليّة ، وتؤدي إلى الحصول على ذهنٍ متألّق ،وعقليّـة سليمة ، وهذا يتمّ باستخدام فنون التأمل الخلاّق ، والإكثار من القراءة الجادّة المؤدّية إلى تغذية الذهن ، و بممارسة الرّياضة الذهنيّة ، وتدريب العقل على اكتشاف طرقٍ جديدةٍ للتّفكير . لكيْ نصبح مجتمعًا متطوّرا، لابدّ لنا من تعديل أساليبنا التعليميّة ؛ بحيث نضع الاهتمام الأكبر في التعليم لتنمية العقل ، وتطوير المهارات الفرديّة ، وتشجيع الإبداع والابتكار ، والابتعاد عن التلقين ،ونبذ التّقليد الذي يسبّب البلادة الفكريّة .

أخبار ذات صلة

وطنٌ يسكُن القمّة دائماً
الجيش السعودي الثاني..!!
شذرات
التحول الصناعي
;
مؤسسة «تكوين».. تصادر الفكر العربي وتعلن وصايتها عليه (3)
إلى أولئك الذين يحجون كذبًا!
يوم التروية.. «وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ»
مخبز الأمل الخيري.. مبادرة سعودية
;
ليه ما عزمتوني؟!
الحج المفتوح!
ومضات ‏على رحلة الحاج.. من الفكرة إلى الذكرى (2)‏
هل تخنق البروباغاندا الأمريكية دبلوماسيتها العامة؟!
;
أغرب الشائعات خلال العقد الماضي!
بعض الأصدقاء..
خدمات الحج: تجربة لا تُنسى
قليلٌ من الحياء.. يا أدعياء الشهرة